565
الشّافي في شرح أصول الكافي ج2

الصلاة أنّه مع التساوي يقدّم الأصبح وجها .
والأوّل هنا أنسب بقوله : «الضعفاء» .
(فَحُجَّتُهُ عَلَيْهِ أَنْ يَحْمَدَ اللّهَ۱عَلى ذلِكَ) أي يعترف بأنّه نعمة من اللّه ساقها إليه قضاؤه وقدره، ولو شاء لذهب بها؛ فيقيم بحقوق هذه النعمة، كإرشاد المسترشد، وإعانة الضعيف، والترحّم عليه .
(وَلَا يَتَطَاوَلَ۲) أي لا ينظر نظرَ إهانةٍ، ولا يفتخر، كمن قال: «إِنَّمَآ اُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ»۳ وأصله طلب الطَوْل والزيادة كالاستطالة .
(عَلى غَيْرِهِ ؛ فَيَمْنَعَ) أي التطاول سبب لأن يمنع .
(حُقُوقَ الضُّعَفَاءِ) ؛ هي إكرام مؤمنيهم وزيارتهم، وعيادة مريضهم، ونحو ذلك . ويحتمل أن يكون المراد إرشاد ضالّهم، وإدراك لهيفهم، ونحو ذلك .
(لِحَالِ شَرَفِهِ وَجَمَالِهِ) . إشارةٌ إلى أنّ الشرف والجمال أوجب زيادة في رعاية الحقوق كما مضى في «كتاب العقل» في سادس «باب صفة العلماء» من حكاية عيسى عليه السلام ؛ فلا يجعله سببا للنقصان في رعاية الحقوق .

1.في الكافي المطبوع : + «تعالى» .

2.في الكافي المطبوع : «وأن لا يتطاول» .

3.القصص (۲۸): ۷۸؛ الزمر (۳۹): ۴۹.


الشّافي في شرح أصول الكافي ج2
564

ويحتمل أن يكون المراد أنّه لا يقتصر في الاحتمال على احتمال الضعيف المتهالك كما في إغاثة المستغيث، بل يجب عليه احتمال من كان أقرب الضعفاء إليه قوّة أيضا، كما في دفع القويّ من الخصم عن الضعيف من المسلمين في الجهاد إذا أحسّ من نفسه رباطة جأش وقوّة بدن أكثر .
(وَمَنْ مَنَّ اللّهُ عَلَيْهِ فَجَعَلَهُ مُوَسَّعا) ؛ بصيغة اسم المفعول من باب التفعيل .
(عَلَيْهِ) . قائم مقام الفاعل، والمفعول به أيضا محذوف، وهو الرزق .
(فَحُجَّتُهُ عَلَيْهِ مَالُهُ ) أي الحقوق الماليّة المفروضة من الزكاة والخمس والحجّ .
(ثُمَّ تَعَاهُدُهُ الْفُقَرَاءَ) أي عدم نسيانه إيّاهم .
(بَعْدُ) . مبنيّ على الضمّ؛ لأنّها من الغايات المقطوعة عن الإضافة، أي بعد أداء المفروضات، فإنّ في المال حقوقا سوى الزكاة كما يجيء في «كتاب الزكاة» في «باب فرض الزكاة، وما يجب في المال من الحقوق» . ۱(بِنَوَافِلِهِ) أي عطاياه. وهي لغةً أعمّ من أن تكون مفروضة شرعا، كما في سفر الحجّ فيه كثرة المُشاة الفقراء المحتاجين إلى عطيّة من معه أكثر من نفقته المحتاج إليها، ولولاها لهلكوا .
(وَمَنْ مَنَّ اللّهُ عَلَيْهِ فَجَعَلَهُ شَرِيفا) أي كريما بأن يكون من العلماء، كما مرّ في «كتاب العقل» في «باب لزوم الحجّة على العالم وتشديد الأمر عليه ».
ويحتمل أن يكون المراد أعمّ من كمال العلم وغيره من الكمالات .
(فِي بَيْتِهِ) أي عند أهل بيته، أو عند الناس في جملة أهل بيته .
(جَمِيلاً فِي صُورَتِهِ) أي عزيزا غير ذليل .
والجمال في الصورة كصباحة الوجه يُطلق على معنيين :
الأوّل : كون الشخص مشهورا بالصفات الحسنة، عزيزا بين الناس .
والثاني : أن يكون على قيافة حسناء لا شوهاء . وقد فسّر بهما قولهم في إمامة

1.الكافي ، ج ۳ ، ص ۴۹۶ .

  • نام منبع :
    الشّافي في شرح أصول الكافي ج2
    تعداد جلد :
    5
    ناشر :
    دارالحدیث با همکاری سازمان اوقاف و امور خیریه
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 56558
صفحه از 584
پرینت  ارسال به