57
الشّافي في شرح أصول الكافي ج2

(قَالَ: يَقْدِرُ أَنْ) أي على أن.
(يُدْخِلَ) ؛ بصيغة المضارع المعلوم من باب الإفعال.
(الدُّنْيَا) ؛ مؤنّث الأدنى، أي القربى. والمراد بها السماء السابعة العُليا؛ لأنّها أعلى ممّا في جوفها، وكلّ أعلى أقرب إلى اللّه تعالى بنوع من المجاز، كما في قوله تعالى في سورة الصافّات: «إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ» . ۱(كُلَّهَا الْبَيْضَةَ ) . هي مفعولٌ ثانٍ ل«يدخل» و«البيضة» واحد بيض الطائر، وهو شامل لبيض العصفور والحمام ونحوهما.
(لَا يُكَبِّرُ۲) ؛ بصيغة المضارع المعلوم للغائب من باب التفعيل، والجملة حال عن فاعل «يدخل» أو للغائبة من باب حسن، والجملة حال عن البيضة، وإن كانت بدون واو الحال ولا ضمير مع اشتراط أحدهما في الجملة الحاليّة إذا كانت مضارعا منفيّا، وذلك لأنّ التكرار يقوم مقام الضمير كما في قوله تعالى: «الْحَاقَّةُ * مَا الْحَاقَّةُ» . ۳(الْبَيْضَةَ۴) ؛ مفعول به ل«يكبّر» أو فاعله.
(وَلَا يُصَغِّرُ۵الدُّنْيَا؟) ؛ بصيغة المضارع المعلوم من باب التفعيل، أو باب حسن، وهو عطف انسحاب فيجوز خلوّه عن الضمير وما يقوم مقامه على تقدير كون صاحب الحال «البيضة».
مقصود الديصاني الاستدلال على تجرّد النفس الناطقة الإنسانيّة ليبطل به القاعدة الإسلاميّة، وهي أنّه لا مجرّد سوى اللّه تعالى، وهذا الاستدلال مأخوذ من كلام أرسطو في كتاب النفس، ۶ وحاصله: أنّه لو كان النفس الناطقة جسما لزم أن لا يعرف جسما أكبر

1.الصافّات (۳۷) : ۶ .

2.في الكافي المطبوع : «تَكْبُرُ» .

3.الحاقّة (۶۹) : ۱ و ۲ .

4.في الكافي المطبوع : «البيضةُ» بالضم .

5.في الكافي المطبوع : «تَصْغُرُ» .

6.حكاه في الشفاء (الطبيعيات) ، ج ۲ ، ص ۱۹۷ ؛ المطالب العالية في العلم الإلهي ، ج ۷ ، ص ۱۸۹ ؛ المباحث المشرقية ، ج ۲ ، ص ۳۹۹ ؛ المحصّل ، ص ۵۴۳ ؛ معارج الفهم في شرح النظم ، ص ۵۴۴ .


الشّافي في شرح أصول الكافي ج2
56

أوّل الباب ـ دليل على محدث العالم المثبت، وأنّ اللّه يأتي بالشمس من المشرق.
(وَغَيْرِ ذلِكَ مِنَ الْايَاتِ) أي الدلائل على قدرة فاعلها على كلّ شيء.
(الْعَجِيبَاتِ) أي الخارجة عن أن يتوهّم أنّها فعل الطبائع.
(الْمُبَيِّنَاتِ) ؛ بالموحّدة والخاتمة والنون بصيغة المفعول من باب التفعيل، أو الفاعل منه، أو من باب الإفعال.
(عَلِمْتُ) . إنشاء في موضع «شهدت» و«أشهد».
(أَنَّ لِهذَا) أي للنظام المشاهد في السماوات والأرض وما بينهما.
(مُقَدِّرا) ؛ أي مدبِّرا.
(وَمُنْشِئا) . اسم فاعل من الإنشاء، أي محدثا له من كتم العدم؛ لما مرَّ في عنوان الباب من أنّ المدبّر الفاعل لا يكون إلّا محدثا.
الرابع: (عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْخَفَّافِ، أَوْ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: إِنَّ عَبْدَ اللّهِ الدَّيَصَانِيَّ) ؛ بفتح المهملة وفتح الخاتمة والمهملة والألف والنون، أي الملحد، يُقال: داص يديص ديصانا، أي مالَ وحاد. ۱(سَأَلَ هِشَامَ بْنَ الْحَكَمِ، فَقَالَ لَهُ: أَلَكَ رَبٌّ؟) أي فاعل مجرّد مدبّر لكلّ ما عداه، ولا مجرّد سواه، كما مضى في ثالث الباب من قوله عليه السلام : «إذا عجزت حواسّنا عن إدراكه أيقنّا أنّه ربّنا».
(فَقَالَ: بَلى) أي نعم. وإنّما قال «بلى» في جواب السؤال بالإثبات ـ مع أنّها حرف وضعت لترك النفي ـ لأنّ السائل يعتقد النفي.
(قَالَ: أَقَادِرٌ هُوَ؟) أي على كلّ شيء واقع. ومعنى القدرة استجماع العلّة التامّة للفعل، والعلّةِ التامّة للترك.
(قَالَ: نَعَمْ، قَادِرٌ قَاهِرٌ) . إنّما قال هنا «نعم» لأنّ السائل لم يعتقد نفي القدرة عن الربّ بعد فرض تحقّقه.

1.الصحاح ، ج ۳ ، ص ۱۰۴۰ ؛ القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۳۰۴ (داص) .

  • نام منبع :
    الشّافي في شرح أصول الكافي ج2
    تعداد جلد :
    5
    ناشر :
    دارالحدیث با همکاری سازمان اوقاف و امور خیریه
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 71388
صفحه از 584
پرینت  ارسال به