61
الشّافي في شرح أصول الكافي ج2

للمفاجأة. (غُلَامٌ) ؛ مبتدأ. (لَهُ) ؛ صفة للمبتدأ. (صَغِيرٌ ) ؛ صفة اُخرى. (فِي كَفِّهِ بَيْضَةٌ يَلْعَبُ بِهَا) ؛ الجملة خبر المبتدأ.
(فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليه السلام : نَاوِلْنِي يَا غُلَامُ الْبَيْضَةَ، فَنَاوَلَهُ إِيَّاهَا . فَقَالَ۱أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليه السلام : يَا دَيَصَانِيُّ، هذَا حِصْنٌ) . الحصن ـ بكسر الحاء وسكون الصاد ـ في الأصل كلّ موضع له سور مع سوره.
(مَكْنُونٌ) أي مستور من جميع الجهات ليس له باب أصلاً؛ لئلّا يخرج منه مصلح ولا يدخل فيه مُفسد.
(لَهُ جِلْدٌ غَلِيظٌ) لئلّا ينكسر بأدنى شيء، وليس غلظته بحيث لا ينكسر في وقت الانفلاق لخروج الفرخ.
(وَتَحْتَ الْجِلْدِ الْغَلِيظِ جِلْدٌ رَقِيقٌ ) لئلّا يتحرّك ما فيه بشدّة تحريك البيضة، فلا يتشوّش ولا يختلط الماءآن غالبا.
(وَتَحْتَ الْجِلْدِ الرَّقِيقِ ذَهَبَةٌ مَائِعَةٌ) فهي متشابهة الأجزاء.
(وَفِضَّةٌ ذَائِبَةٌ) فهي أيضا متشابهة الأجزاء، الميع والذوب واحد، وهو خلاف الانجماد، إلّا أنّ الذائب أرقّ وأسرع سيلانا.
(فَلَا) . الفاء للتفريع على ما قبله؛ لاشتماله على ذكر الجلد الرقيق وكون الذهبة أغلظ من الفضّة. أو للتعقيب والتعجّب باعتبار اشتمال ما قبله على المَيْع والذوب، والتعجّب في «ثمّ» يكون أكثر منه في الفاء.
(الذَّهَبَةُ الْمَائِعَةُ تَخْتَلِطُ بِالْفِضَّةِ الذَّائِبَةِ) بأن يتحرّك شيء من الفضّة إلى مكان الذهبة. ۲(وَلَا الفِضَّةُ الذَّائِبَةُ تَخْتَلِطُ بِالذَّهَبَةِ الْمَائِعَةِ) بأن يتحرّك شيء من الفضّة إلى مكان الذهبة.
(فَهِيَ عَلى حَالِهَا) أي الحصن. والتأنيث باعتبار البيضة، والفاء للتفريع على ما قبلها باعتبار اشتمالها على ذكر الكِنّ والجلدين.

1.في الكافي المطبوع : + «له» .

2.في «ج» : «الذهبة إلى مكان الفضة» بدل من «الفضّة إلى مكان الذهبة» .


الشّافي في شرح أصول الكافي ج2
60

باعتقاد الزنادقة، فليكن إدراك النفس الناطقة جسما أكبر منها كذلك، وإن كان بغير دخولٍ، ظهر منع قولهم: إنّ إدراك الجسم جسما لا يتصوّر إلّا بمماسّة الأوّل لجميع ۱ أجزاء الثاني.
(وَغَدَا عَلَيْهِ الدَّيَصَانِيُّ) أي أتاه بكرةً؛ لِما حدث في نفسه من الاضطراب والخوف من أن يجيب عنه أبو عبداللّه عليه السلام ، أو لإظهار التبختر والتعجيز.
والغدوة ـ بالضمّ ـ : ما بين صلاة الغداة وطلوع الشمس، والغدوّ نقيض الرواح.
(فَقَالَ لَهُ: يَا هِشَامُ، إِنِّي جِئْتُكَ مُسَلِّما، وَلَمْ أَجِئْكَ مُتَقَاضِيا لِلْجَوَابِ. فَقَالَ لَهُ هِشَامٌ: إِنْ كُنْتَ جِئْتَ) . زيادة «كنت» لنقل مدخول «إن» عن الاستقبال إلى الماضي.
(مُتَقَاضِيا، فَهَاكَ) . «ها» مقصورةً وممدودةً اسم فعل بمعنى «خذ» وتلحق بها كاف الخطاب.
(الْجَوَابَ) ؛ منصوب على المفعوليّة.
(فَخَرَجَ الدَّيَصَانِيُّ عَنْهُ) بعد سماع الجواب.
(حَتّى أَتى بَابَ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ) ، لِما عرف من أنّ الجواب من عنده عليه السلام .
(فَاسْتَأْذَنَ عَلَيْهِ، فَأَذِنَ لَهُ، فَلَمَّا قَعَدَ، قَالَ لَهُ: يَا جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ، دُلَّنِي عَلى مَعْبُودِي ) أي على ما تزعم أنّه يجب عليَّ عبادتهُ، وهو المحدث للعالم المثبت.
(فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليه السلام : مَا اسْمُكَ؟) . إيناس له بالإصغاء إلى الدليل، وإشارة إلى أنّ العلم بالصانع مركوز في كلّ ذهن عاقل، وكلّ واحدٍ منهم ملهم بالنظر في برهان يفضي به إلى علم، وإنّما إنكار الجاحد له باللسان دون الجنان.
(فَخَرَجَ عَنْهُ، وَلَمْ يُخْبِرْهُ بِاسْمِهِ، فَقَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ: كَيْفَ؟)۲ ؛ أي لِمَ لم تخبره باسمك؟
(قَالَ: لَوْ كُنْتُ قُلْتُ لَهُ: عَبْدُ اللّهِ، كَانَ يَقُولُ: مَنْ هذَا الَّذِي أَنْتَ لَهُ عَبْدٌ؟ فَقَالُوا لَهُ: عُدْ إِلَيْهِ، وَقُلْ لَهُ: يَدُلُّكَ عَلى مَعْبُودِكَ، وَلَا يَسْأَلُكَ عَنِ اسْمِكَ فَرَجَعَ إِلَيْهِ. فَقَالَ لَهُ: يَا جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ، دُلَّنِي عَلى مَعْبُودِي، وَلَا تَسْأَلْنِي عَنِ اسْمِي، فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليه السلام : «اجْلِسْ» وَإِذَا) ؛

1.في «ج»: «جميع».

2.في الكافي المطبوع : + «لَم تُخْبِرْه بِاسْمِكَ؟» .

  • نام منبع :
    الشّافي في شرح أصول الكافي ج2
    تعداد جلد :
    5
    ناشر :
    دارالحدیث با همکاری سازمان اوقاف و امور خیریه
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 71344
صفحه از 584
پرینت  ارسال به