87
الشّافي في شرح أصول الكافي ج2

في الخارج، ومن تلك النعوت الربّ، بمعنى مالك كلّ شيء، وحاكم كلّ نزاع، ويكفي في أن يكون هو المعبودَ لا غيره، ومن تلك النعوت اللّه ، ولفظة «اللّه » أصلها إله على فعال بمعنى فاعل، أي مستحقّ للعبادة، ولام التعريف للعهد، ومفادها: الذي هو خالق الأجسام وصانعها.
(وَلَيْسَ قَوْلِيَ: «اللّهُ») أي قولي: «وهو اللّه » (إِثْبَاتَ هذِهِ الْحُرُوفِ) . المراد بإثبات هذه الحروف الحكم بأنّها دالّة عليه تعالى بلا توسّط نعت له تعالى بأن يكون المركّب منها عَلَما شخصيّا له.
(أَلِفٍ وَلَامٍ وَهاءٍ ) ؛ مجروراتٍ؛ لأنّها بدل تفصيل ل«هذه الحروف» وألف تشمل ۱ الهمزة في أوّل لفظة اللّه ، واللّيّنةَ التي قبل آخره.
(وَلَا رَاءٍ وَلَا بَاءٍ) . الواو الاُولى للحال، والثانية للعطف، و«لا» في الموضعين لنفي الجنس، وذكر الجملة الحاليّة دفعا لتوهّم أنّ المراد بإثبات هذه الحروف الحكم بوجودها في أنفسها في الخارج، ونصّا على ما ذكرنا في المراد منه، فإنّ المخالفين لنا لم يذهبوا إلى كون لفظة «الربّ» علما شخصيّا له تعالى.
(وَلكِن أرْجِعُ۲) ؛ بصيغة المتكلّم وحده من باب ضرب، أي أقصد بقولي: «هو اللّه ».
(إِلى مَعْنىً) أي إلى موجود في نفسه في الخارج.
(وَشَيْء خَالِقِ الْأَشْيَاءِ وَصَانِعِهَا، وَنَعْتِ هذِهِ الْحُرُوفِ) ؛ قوله: «وشيء» ـ بفتح المعجمة وسكون الخاتمة والهمز ـ عطف على «معنى» ومضاف، والمراد ب«خالق الأشياء» لفظ خالق الأشياء، وكذا المراد ب«صانعها» بالجرّ، والمراد ب«شيء خالق الأشياء» المفهوم الذي وضع له لفظ خالق الأشياء باعتبار أنّ اللفظ المهمل ليس له شيء، وكذا المراد بشيء صانعها.
وقوله: «ونعت» بفتح النون وسكون المهملة والمثنّاة فوق مضافٌ ومجرور بالعطف على شيء عطفَ التفسير.

1.في «ج»: «تشتمل».

2.في الكافي المطبوع : «ارْجِعْ» .


الشّافي في شرح أصول الكافي ج2
86

التعبير الأوّل ويتّضح المراد.
(إِنَّهُ سَمِيعٌ بِكُلِّهِ) . لمّا كان لفظة «بكلّه» أبعد من احتمال أن يكون المراد منه ببعضه من لفظة «بنفسه» ضمّ ذلك.
(لَا أَنَّ) . احتاط مرّةً اُخرى لئلّا يتوهّم أنّ المراد بالكلّ ما هو مركّب من الأجزاء.
(الْكُلَّ مِنْهُ) ؛ اسم «أنّ»، و«من» بمعنى «في»، والضمير للّه .
(لَهُ بَعْضٌ ) . الضمير للكلّ، والجملة خبر «أنّ».
(وَلكِنِّي أَرَدْتُ إِفْهَامَكَ، وَالتَّعْبِيرُ عَنْ نَفْسِي، وَلَيْسَ مَرْجِعِي) ؛ بكسر الجيم مصدر ميمي، أي قصدي (فِي ذلِكَ) أي في التعبير عمّا في نفسي.
(إِلَا إِلى أَنَّهُ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ، الْعَالِمُ الْخَبِيرُ ) . ضمّ هذين على سبيل المثال والإشارة إلى أنّ ما قلنا في السمع والبصر جارٍ في جميع صفات ذاته.
(بِلَا اخْتِلَافِ الذَّاتِ) أي بدون أن يكون فيه جزء دون جزء.
(وَلَا اخْتِلَافِ الْمَعْنى) أي بدون أن يكون فيه موجود في نفسه في الخارج، دون موجود آخر في نفسه في الخارج، سواء كانا ذاتا وصفةً، أم غيرهما.
ويتحصّل من الكلام أنّ الباء للآلة المجازيّة تشبيها له تعالى بالآلة، ويكفي فيه التغاير الاعتباري.
(قَالَ لَهُ السَّائِلُ: فَمَا هُوَ؟) ليس مقصود السائل ـ بإعادة هذا السؤال بعد ما ذكره سابقا وسمع الجواب بأنّه تعالى لا يعرف بكنهه ـ السؤالَ عن كنهه تعالى، بل مقصوده السؤال عن أقرب أسمائه إلى كنهه، أي أسمائه المختصّة به تعالى، سواء كان فيها عَلَم شخصي ـ كما هو المشهور بين المخالفين لنا في لفظة اللّه ۱ ـ أم لم يكن كما هو الحقّ.
(قَالَ أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليه السلام : هُوَ الرَّبُّ، وَهُوَ الْمَعْبُودُ) أي المستحقّ للعبادة (وَهُوَ اللّهُ) .
حاصل الجواب: أنّ من أقرب أسمائه ثلاثة، وهي نعوتٌ مختصّة به تعالى، واُمور اعتباريّة ليست بمعانٍ؛ بناءً على أنّ ثبوت نعت لشيء لا يستلزم ثبوت المثبَت في نفسه

1.المواقف ، ج ۳ ، ص ۳۰۵ ؛ تفسير الرازي ، ج ۱۲ ، ص ۱۵۶ ؛ وج ۲۱ ، ص ۲۱۹ ؛ وج ۳۲ ، ص ۵۶ .

  • نام منبع :
    الشّافي في شرح أصول الكافي ج2
    تعداد جلد :
    5
    ناشر :
    دارالحدیث با همکاری سازمان اوقاف و امور خیریه
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 55604
صفحه از 584
پرینت  ارسال به