الفتنة الأشدّ من القتل ۱ ، وعن الرغبة عن ملّة إبراهيم ۲ ، وعن ابتغاء غير الإسلام دينا ۳ وعن الإشراك، ۴ وعن اللعب وعن اللهو ۵ ، وعن الباطل ، وعن الخرص ۶ وعن الهزل ، وعن اتّخاذ آيات اللّه ورسله هزوا ۷ ، ونحو ذلك راجع إلى النهي عن الجهالة أو عن أعمّ منها .
إن قلت : الأخبار المرويّة عن أهل البيت عليهم السلام أخبار آحاد في زمننا ، وهي لا تفيد علما في اُصول الدِّين إجماعا ، فذكر أخبار الاُصول إن كان للاستناد إليها في الحكم كان رضا بالجهالة ، وإلّا فلا فائدة في ذكرها .
قلت : ربّما أفادت العلم لا باعتبار سندها ، بل باعتبار الأدلّة المذكورة فيها من البيّنات والزبر بعد تحرير محلّ النزاع حقّ التحرير ، وتصوير الحقّ والباطل حقّ التصوير ، كما يظهر لمن تتبّعها وتتبّع كتب المتكلِّمين ، فهي كالاستاذ ليس حجّة ، وقد يفيدك تقريره العلم فيما ليس فيه خلاف حقيقي مستقرّ ، وربّما لم تفد العلم ، وفائدة ذكرها حينئذٍ الاطّلاع بها على قصور في احتجاجات الخصوم أو في دعواهم الإجماع .
(وَتَوَازُرِهِمْ) ؛ بتقديم الزاي على الراء المهملة، أي تعاونهم ، وذلك بإطراء بعضهم بعضا أو تلاحق أفكارهم .
(وَسَعْيِهِمْ فِي عِمَارَةِ) ـ بكسر المهملة ـ مصدر عَمَرت الخراب كنصر فهو عامر ، أي
1.مثل قوله تعالى : «وَ الْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ» (البقرة (۲) : ۱۹۱) .
2.مثل قوله تعالى : «وَ مَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَ هِيمَ» (البقرة (۲) : ۱۳۰) .
3.مثل قوله تعالى : «وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْاءِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِى الْأَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ» (آل عمران (۳) : ۸۵) .
4.مثل قوله تعالى : «وَ إِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَ هُوَ يَعِظُهُ يَابُنَىَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ» (لقمان (۳۱) : ۱۴) .
5.مثل قوله تعالى : «اعْلَمُواْ أَنَّمَا الْحَيَوةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَ لَهْوٌ وَ زِينَةٌ وَ تَفَاخُرُ بَيْنَكُمْ وَ تَكَاثُرٌ فِى الْأَمْوَ لِ وَ الْأَوْلَادِ» (الحديد (۵۷) : ۲۰) .
6.مثل قوله تعالى : «قُتِلَ الْخَرَّ صُونَ»(الذاريات (۵۱) : ۱۰) . ومثل قوله تعالى : «إِن يَتَّبِعُونَ إِلَا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَا يَخْرُصُونَ»(الانعام (۶) : ۱۱۶ و يونس (۱۰) : ۶۶) .
7.مثل قوله تعالى : «وَلَا تَتَّخِذُواْ ءَايَاتِ اللَّهِ هُزُوًا» (البقرة (۲) : ۲۳۱) .