وصفات أفعاله التي منها التكليف بالدِّين ، وهو ما ذكر في قوله : «وليعظّموه» إلى آخره .
(لِئَلَا يُبِيحَ لَهُمْ أَنْ يَجْهَلُوهُ وَيَجْهَلُوا دِينَهُ وَأَحْكَامَهُ) يعني أنّ طلب معرفته ليس بالهزل ، بل للتكليف وأن لا يبيح لهم أن يقولوا على اللّه في اُصول الدِّين أو فروعه بغير علم ، أو يعملوا بغير علم .
(لِأَنَّ الْحَكِيمَ لَا يُبِيحُ الْجَهْلَ بِهِ وَالْاءِنْكارَ لِدِينِهِ) . دليل على قوله : «لئلّا يبيح» إلى آخره ، يعني : يستحيل من الحكيم إباحة الجهل كما مرّ في تقرير الدليلين العقليّين .
الدليل الثالث : السمعي :
(فَقَالَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ) في سورة الأعراف . الفاء للتفصيل وهو معطوف على «فندبهم» عطف المفصّل 1 على المجمل .
( «أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِم» » على اليهود في التوراة .
( «مِّيثَاقُ الْكِتَابِ» » . اللام للاستغراق ؛ أي كلّ كتاب من اللّه منزل على رسول من الرسل ؛ لما يجيء في ثامن «باب النهي عن القول على اللّه بغير علم» من «كتاب العقل» من قوله : «إنّ اللّه خصَّ عباده بآيتين»، 2 ولقوله تعالى في سورة المؤمنين : «يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحا» 3 الآيات ، وسنبيّنه في «كتاب العقل» في شرح ثاني عشر «باب العقل والجهل» عند قوله : «يا هشام، ما بعث اللّه أنبياءه ورسله إلى عباده إلّا ليعقلوا عن اللّه » ، ولقوله تعالى في سورة النحل وسورة الأنبياء : «وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَا رِجَالاً» 4 الآيات ، وسنبيّنه في شرح عاشر «باب النوادر» 5 من «كتاب العقل» .
( «أَن لَايَقُولُواْ عَلَى اللَّهِ إِلَا الْحَقَّ» 6 » . «أن» ناصبة و«لا» نافية ، أو «أن» مفسّرة و«لا» ناهية
1.في «د» : «التفصيل» .
2.في حاشية «أ» : «وهما «أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِم» و «بَلْ كَذَّبُوا» .
3.المؤمنون (۲۳) : ۵۱ .
4.الأنبياء (۲۱) : ۷ .وفي سورة النحل (۱۶) : ۴۳ «وَمَا أرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ إلّا رِجَالاً» .
5.في «أ» : «وهو الباب السابع عشر» .
6.الأعراف (۷) : ۱۶۹ .