(كَمَا دَخَلَ فِيهِ) أي بغير علم ، كما مرَّ آنفا . وظاهره أنّ المقلّد للمحقّ ۱ مؤمن ، لكن لا ينتفع بإيمانه ، وأنّ المؤمن قد يصير كافرا .
وقد خالف في كلّ منهما جمع من المتكلِّمين . ۲(وَقَالَ عليه السلام : مَنْ أَخَذَ دِينَهُ مِنْ كِتَابِ اللّهِ وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ صلّى اللّه عَلَيْه وَآلِهِ) أي من محكمهما ۳ .
وسيجيء تفسيره في «كتاب العقل» في شرح ثاني عشر «باب العقل والجهل» . ۴(زَالَتِ الْجِبَالُ قَبْلَ أَنْ يَزُولَ) أي لا يزول أصلاً أو الغالب ذلك .
(وَمَنْ أَخَذَ دِينَهُ مِنْ أَفْوَاهِ الرِّجَالِ رَدَّتْهُ الرِّجَالُ) أي ربّما ردّته ، أو الغالب ذلك .
(وَقَالَ عليه السلام : مَنْ لَمْ يَعْرِفْ أَمْرَنَا مِنَ الْقُرْآنِ ، لَمْ يَتَنَكَّبِ) ؛ بصيغة المضارع من باب التفعّل ، أي لم يحترز ؛ يقال : نكب عنه ـ كنصر وعلم ـ ونكّب وتنكّب : إذا عدل عنه . ۵(الْفِتَنَ) ؛ بكسر الفاء وفتح المثنّاة فوقُ ، جمع «فتنة» بالكسر : الامتحان ، والضلال ، والإضلال ، واختلاف الناس في الآراء ، والإعجاب بالشيء ، والإثم ، والكفر ، والفضيحة ، والعذاب ۶ . والأنسب هنا الإضلال ، أي لم يجتنب غوائل إضلال المخالفين له ، فإنّ المخالفين يمنعون تواتر الروايات ويذكرون ما يوسوس غير العالم ، كما يجيء في «كتاب العقل» في ثاني عشر «باب العقل والجهل» ، فربّما زال ۷ أو الغالب ذلك .
وفي معناه ما رواه ابن بابويه في كتاب التوحيد في باب في أنّه عزّ وجلّ لا يعرف إلّا
1.في «ج» : «للحق» .
2.ذكر هذا البحث مفصلاً الشهيد الثاني في كتاب حقائل الإيمان ، ص ۱۰۹ ، البحث الثالث ، وقد نسب فيه هذا القول للسيّد المرتضى .
3.في «ج» : «محكمها» .
4.في حاشية «أ» : «وهو الباب الأوّل» .
5.المصباح المنير ، ص ۶۲۴ (نكب) .
6.الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۱۷۵ ؛ معجم مقاييس اللغة ، ج ۴ ، ص ۴۷۲ (فتن) .
7.في حاشية «أ» : «أي إيمانه» .