139
الشّافي في شرح أصول الكافي ج1

الأماكن المشرّفة والدفن فيها وتقيّدهم بالأوقات والجماعات وحفظ القرآءات وأنواع العمائم ونحو ذلك .
(قَبِلَهُ) . جواب كلّما .
(وَقَدْ قَالَ الْعَالِمُ عليه السلام ) . سيجيء نقله عن أبي الحسن عليه السلام 1 في رابع باب المعارين من كتاب الإيمان والكفر .
(إِنَّ اللّهَ جَلَّ وعزَّ 2 خَلَقَ النَّبِيِّينَ عَلَى النَّبُوَّةِ ، فَلَا يَكُونُونَ إِلَا أَنْبِيَاءَ) يعني لا تكون النبوّة معارة .
(وَخَلَقَ الْأَوْصِيَاءَ عَلَى الْوَصِيَّةِ ، فَلَا يَكُونُونَ إِلَا أَوْصِيَاءَ) 3 .
كذا في النسخ التي رأينا ، ولعلّه من سهو الناسخين ، والصواب 4 ما يجيء في رابع «باب المعارين» بدله هكذا : «وخلق المؤمنين على الإيمان فلا يكونون إلّا مؤمنين» .
والمراد بالمؤمنين بعض المؤمنين ، كما يدلّ عليه ما في خامس «باب المعارين» من قوله : «وجُبل بعض المؤمنين على الإيمان فلا يرتدّون أبدا» .
(وَأَعَارَ قَوْمَا إِيمَانَا ، فَإِنْ شَاءَ تَمَّمَهُ لَهُمْ ، وإِنْ شَاءَ سَلَبَهُمْ إِيَّاهُ ، قالَ : وَفِيهِمْ جَرى قَوْلُهُ تَعَالى في سورة الأنعام 5 : «فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ» 6 ) .
الضمير لقوم وتقديم الظرف لإفادة الحصر ، والمراد أنّ حمل الآية عليهم لا يحتاج إلى تكلّف ، وحمله على غيرهم يحتاج إلى تكلّف، في سورة الأنعام : «وَهُوَ الَّذِى

1.في «أ» : + «الظاهر أنّه الكاظم عليه السلام » .

2.في الكافي المطبوع : «عزّوجلّ» .

3.في «ج» : «الأوصياء» .

4.قوله قدس سره : «والصواب» إلى آخره ، الظاهر أنّ الأصوب أن يقال : سقط من قلم الناسخين هاهنا وخلق اللّه النبيّين إلى آخره ، وفي باب المعارين وخلق الأوصياء إلى آخره ، فيتمّ ذكر أقسام المكلّفين بأسرهم في هذا الحديث صريحا ، ثمّ هذا مبنيّ على أن يكون هذا الحديث هو المرويَّ فيما سيجيء كما هو الأظهر بناءً على أنّه يستبعد أن يتمسّك المصنّف بحديث [ ؟؟؟] ذكر [؟؟؟] الباب المناسب له كما لا يخفى (مهدي) .

5.في «أ» والكافي المطبوع : - «في سورة الأنعام».

6.الأنعام (۶) : ۹۸ .


الشّافي في شرح أصول الكافي ج1
138

(إِلى أَنْ يَأَخُذَ دِينَهُ مِنْ كِتَابِ اللّهِ وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ عليه السلام۱بِعِلْمٍ وَيَقِينٍ وَبَصِيرَةٍ ، فَذَاكَ أَثْبَتُ فِي دِينِهِ مِنَ الْجِبَالِ الرَّوَاسِي) . جمع راسية ، يُقال : رسا الشيء : إذا ثبت . ۲(وَمَنْ أَرَادَ اللّهُ خِذْلَانَهُ وَأَنْ يَكُونَ دِينُهُ مُعَارا مُسْتَوْدَعا۳) ؛ بفتح الدال المهملة .
(سَبَّبَ لَهُ أَسْبَابَ الاسْتِحْسَانِ وَالتَّقْلِيدِ وَالتَّأْوِيلِ) أي تأويل الآيات المحكمات الدالّة على حظر الاستحسان والتقليد على غير المراد أو تأويل ما تشابه من الكتاب ، وهو منهيّ عنه ، كما في قوله تعالى في سورة آل عمران : «وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ»۴ الآية .
(مِنْ غَيْرِ عِلْمٍ وَبَصِيرَةٍ) . ذكر هذا لأنّها ۵ إن كانت على طبق البرهان كتقليدنا المعصوم أو تأويل المعصوم لم تكن قبيحة .
(فَذَاكَ فِي الْمَشِيئَةِ) أي في مشيّة اللّه ، بمعنى أنّه لا يعلم العباد عاقبته ، وتفسيره قوله :
(إِنْ شَاءَ اللّهُ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ أَتَمَّ إِيمَانَهُ) أي أبقاه إلى آخر عمره .
(وَإِنْ شَاءَ ، سَلَبَهُ إِيَّاهُ) . يجيء في «كتاب التوحيد» في أوّل «باب ۶ في أنّه لا يكون شيء في الأرض ولا في السماء إلّا بسبعة» معنى مشيّة اللّه للمعاصي بحيث لا يلزم جبر .
(وَلَا يُؤْمَنُ) ؛ بصيغة المجهول من باب علم .
(عَلَيْهِ أَنْ يُصْبِحَ مُؤْمِنا وَيُمْسِيَ كَافِرا ، أَو يُمْسِيَ مُؤْمِنا وَيُصْبِحَ كَافِرا) . ظاهره أنّ المقلّد للمحقّ مؤمن وأنّ المؤمن قد يصير كافرا كما مرّ .
(لِأَنَّهُ كُلَّمَا رَأى كَبِيرا مِن الْكُبَرَاءِ) كعلماء المخالفين وملوكهم . ويحتمل أن يكون أعمّ منهم وممّن أحدث المذاهب المستبشعة في الإماميّة .
(مَالَ مَعَهُ ، وَكُلَّمَا رَأى شَيْئا اسْتَحْسَنَ ظَاهِرَهُ) ككثرة أهل الخلاف وتصرّفهم في أكثر

1.في الكافي المطبوع : «صلوات اللّه عليه» .

2.ترتيب كتاب العين ، ج ۱ ، ص ۶۷۸ ؛ المصباح المنير ، ص ۲۲۶ ؛ تاج العروس ، ج ۱۹ ، ص ۴۵۹ (رسو) .

3.في الكافي المطبوع : + «نعوذ باللّه منه» .

4.آل عمران (۳) : ۷ .

5.في حاشية «أ» : «أي الاستحسان والتقليد والتأويل» .

6.في حاشية «أ» : «وهو الباب الخامس والعشرون» .

  • نام منبع :
    الشّافي في شرح أصول الكافي ج1
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دارالحدیث با همکاری سازمان اوقاف و امور خیریه
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 119152
صفحه از 602
پرینت  ارسال به