(يَا هِشَامُ ، نُصِبَ الْحَقُّ) ؛ بصيغة المجهول ، ويحتمل المصدر . والمراد بنصب الحقّ وضع الشرائع ببعث الأنبياء والرسل .
(لِطَاعَةِ اللّهِ) ؛ يقال : طاع له يطوع ويَطاعُ وأطاعه ، أي أذعن وانقاد ، والاسم الطاعة إشارة إلى ما مرّ في خطبة الكتاب من قول المصنّف : «فلو كانت الجهالة جائزة لأهل الصحّة والسلامة ، لجاز وضع التكليف عنهم» إلى آخره .
(وَلَا نَجَاةَ) أي من النار (إِلَا بِالطَّاعَةِ) أي طاعة اللّه في أوامره ونواهيه .
(وَالطَّاعَةُ بِالْعِلْمِ) أي لا تحصل إلّا بالعلم بأوامر اللّه ونواهيه .
(وَالْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ) أي لا يحصل بدون توقيف وباتّباع الرأي .
(وَالتَّعَلُّمُ بِالْعَقْلِ يُعْتَقَلُ)۱ ؛ بصيغة المجهول من باب الافتعال ، أي يُحبَسُ ويمنع من الفِرار ، وأصله من العقال ، شبّه انتفاء مجيء ما هو المقصود مع مجيء ما يُضادّه ـ ممّا يسمّى تعلّما وليس بتعلّم بل هو كسب للجهالات ـ بالفرار .
(وَلَا عِلْمَ إِلَا مِنْ عَالِمٍ) . هذا إلى قوله : «بالعقل» بيان لطريقة الاعتقال بالعقل .
(رَبَّانِيٍّ) ؛ نسبة إلى الربّ بزيادة الألف والنون ، وهو ۲
الراغِب في ثواب الربّ بالزهد في الدنيا ، مثل من نصبه اللّه لتعليم العباد من الرسل والأنبياء والأئمّة . ويجيء في رابع الخامس عشر «إذا رأيتم العالم محبّا لدنياه فاتّهموه على دينكم» ۳ .
(وَمَعْرِفَةُ الْعِلْمِ بِالْعَقْلِ) أي معرفة أنّ المدّعي لنفسه أنّه عالم هل هو عالم بأحكام اللّه تعالى أو جاهل بها سهلة تتأتّى بالعقل ، كما يجيء في العشرين من الباب ، من أنّ العقل تَعرف ۴ به الصادق على اللّه ، أي العالم فتصدّقه ، والكاذب على اللّه ، أي القائل عليه بما لا يعلمه فتكذّبه .
(يَا هِشَامُ ، قَلِيلُ الْعَمَلِ مِنَ الْعَالِمِ) أي الربّانيّ أو مطلقا .