أوضحناه ۱
في ثاني عشر الباب .
(وَالسَّخَاءُ) ؛ بفتح المهملة وبالمدّ والقصر ، من باب منع ونصر وحسن وعلم : الجود .
(وَضِدَّهُ الْبُخْلَ) ؛ بالضمّ وكجبل ونجم وعنق .
(وَلَا۲تَجْتَمِعُ هذِهِ الْخِصَالُ كُلُّهَا مِنْ أَجْنَادِ الْعَقْلِ إِلَا فِي نَبِيٍّ أَوْ وَصِيِّ نَبِيٍّ أَوْ مُؤْمِنٍ قَدِ امْتَحَنَ اللّهُ قَلْبَهُ لِلْاءِيمَانِ) . اللام للعاقبة ، أي اختبره وصار إيمانه خالصا . وقد يقال : الممتحن : المصفّى المهذّب ، من مَحَنْتُ الفضّة : إذا صفّيتها وخلّصتها بالنار ؛ فاللام للأجل .
(وَأَمَّا سَائِرُ ذلِكَ) أي باقي ذلك ، من السؤر بمعنى البقيّة .
(مِنْ مَوَالِينَا فَإِنَّ أَحَدَهُمْ لَا يَخْلُو مِنْ أَنْ يَكُونَ فِيهِ بَعْضُ هذِهِ الْجُنُودِ حَتّى يَسْتَكْمِلَ وَيَنْقى) ؛ من باب علم ، أي يطهر ويخلص .
(مِنْ جُنُودِ الْجَهْلِ ، فَعِنْدَ ذلِكَ يَكُونُ فِي الدَّرَجَةِ الْعُلْيَا مَعَ الْأَنْبِيَاءِ وَالْأَوْصِيَاءِ) ؛ فإنّه حينئذٍ مؤمن امتحن اللّه قلبه للإيمان وهو قرينهم .
(وَإِنَّمَا يُدْرَكُ) أي ينال (ذلِكَ) أي الاستكمال .
(بِمَعْرِفَةِ الْعَقْلِ وَجُنُودِهِ ، وَبِمُجَانَبَةِ الْجَهْلِ وَجُنُودِهِ) أي شيئا فشيئا ، يوما فيوما .
(وَفَّقَنَا اللّهُ وَإِيَّاكُمْ لِطَاعَتِهِ وَمَرْضَاتِهِ) . اسم مكان للكثرة .
اعلم أنّ المفصّل من كلّ من جنود العقل وجنود الجهل عند جمهور الناظرين هنا ثمانية وسبعون ، فقال شيخنا بهاء الدِّين محمّد رحمه اللّه تعالى :
ذكر الطمع وضدّه تكرار لذكر الرجاء وضدّه ، ولا يمكن توجيهه بإرادة الطمع من الخلق واليأس منهم لذمّ الطمع منهم ومدح اليأس ، فكيف يجعل الأوّل من جنود العقل والثاني من جنود الجهل ، فكان ينبغي أن يُقال : واليأس وضدّه الطمع ، والظاهر أنّ هذه النسخة كانت في بعض النسخ بدل اُختها ، فرآها بعض الناظرين فجمع بينهما ، والصواب عدم الجمع بين الاُختين .