259
الشّافي في شرح أصول الكافي ج1

والمعنى لا يرتفع عمله إلى اللّه بذلك ، أي بسبب أنّه ليس له عقل منه ، أي من الجار ، فالباء للسببيّة و«من» للابتداء .
العشرون : (الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ السَّيَّارِيِّ) ؛ بفتح المهملة وشدّ الخاتمة . (عَنْ أَبِي يَعْقُوبَ الْبَغْدَادِيِّ ، قَالَ : قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ) ؛ بكسر المهملة وكسر الكاف المشدّدة والخاتمة والمثنّاة فوقُ ، واسمه يعقوب بن إسحاق صاحب كتاب إصلاح المنطق في اللغة من أفاضل الإماميّة وثقاتهم . ۱(لِأَبِي الْحَسَنِ عليه السلام ) ؛ أي الثالث .
(لِمَاذَا) ؛ اسم استفهام مركّب من «ما» و «ذا» .
(بَعَثَ اللّهُ مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ عليه السلام بِالْعَصَا وَيَدِهِ الْبَيْضَاءِ وَآلَةِ السِّحْرِ؟) . الآلة بالهمز والألف المنقلبة عن الواو وتخفيف اللام : الرجعة والكساد ، وهي ضدّ الرواج والرونق ؛ مأخوذة من الأوْل بفتح الهمز وسكون الواو بمعنى الرجوع . والمراد هنا ما يورث الرجعة والكساد . والسحر بالكسر مصدر باب منع ـ : تغطية العيون بالتلبيس والتزوير في أمر يرى أنّه خارق للعادة ، فهي من عطف العامّ على الخاصّ ، ويشمل الجراد والقمّل والضفادع والدم وانفجار الماء من الحجر وانفلاق البحر ونتق الطور على بني إسرائيل .
(وَبَعَثَ عِيسى عليه السلام بِآلَهِ الطِّبِّ) ؛ بتثليث المهملة وشدّ الموحّدة ، مصدر باب نصر وضرب : علاج الجسم بالدواء .
(وَبَعَثَ مُحَمَّدا ـ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَعَلى جَمِيعِ الْأَنْبِيَاءِ ـ بِالْكَلَامِ) ؛ أي بآلة الكلام ، حَذَف المضاف اقتصارا واكتفاءً بما سبق . ويجيء في تتمّة الحديث ما يظهر به أنّ الصواب هنا بالشعر .
(وَالْخُطَبِ) ؛ بضمّ المعجمة وفتح المهملة ، جمع «خُطبة» بالضمّ ، وهي الكلام

1.ترجمة هذا العالم مفصلةً في مقدمة كتاب ترتيب إصلاح المنطق المطبوع والمنشور في مجمع البحوث الإسلامية في مشهد .


الشّافي في شرح أصول الكافي ج1
258

وَالْأَدَبَ) ؛ بفتحتين ، أي العمل بمقتضى العلم الذي حصل .
(فَقَالَ : يَا أَبَا هَاشِمٍ ، الْعَقْلُ حَبَاءٌ) ؛ بفتح المهملة والموحّدة والمدّ ، أي عطاء .
(مِنَ اللّهِ) . والمراد أنّ قوّة 1 العقل ليست اختياريّة للعباد ؛ لاختلاف وسعهم في ذلك ، كما مرّ في السابع .
(وَالْأَدَبُ كُلْفَةٌ) ؛ بالضمّ : ما يتكلّفه الإنسان من نائبة أو حقّ ؛ أي الأدب الاختياري يمكن للإنسان تكلّفه .
(فَمَنْ تَكَلَّفَ الْأَدَبَ) أي حمل نفسه على تحمّله إذا لم يكن طائعا له .
(قَدَرَ عَلَيْهِ) أي على الأدب .
(وَمَنْ تَكَلَّفَ الْعَقْلَ) أي ادّعى مرتبة من العقل هو دونها ، كمن تصدّر للإمامة أو للقضاء بين الناس أو للمشوَرَة وليس أهلاً لذلك .
(لَمْ يَزْدَدْ بِذلِكَ إِلَا جَهْلاً) أي إلّا إظهار جهله ، أي حمقه عند القوم . ويحتمل أن يكون التكلّف فيه باعثا على زيادة الجهل في الواقع لأنّه يشوّش ذهنه .
التاسع عشر : (عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْمُبَارَكِ ، عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ جَبَلَةَ) ؛ بالجيم والموحّدة المفتوحتين . (عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، إِنَّ لِي جَارا كَثِيرَ الصَّلَاةِ ، كَثِيرَ الصَّدَقَةِ ، كَثِيرَ الْحَجِّ ، لا بَأْسَ بِهِ) أي لا يصل منه إليّ أو إلى جاره أو إلى أحد ضررٌ .
(قَالَ : فَقَالَ عليه السلام : يَا إِسْحَاقُ، كَيْفَ عَقْلُهُ؟) أي أَهُوَ مُهتَدٍ موافق لكم ، أم مخالف؟
(قَالَ : قُلْتُ 2
: جُعِلْتُ فِدَاكَ ، لَيْسَ لَهُ عَقْلٌ ، قَالَ : فَقَالَ : لا يَنْتَفِعْ)
3 أي الجار .
(بِذلِكَ) . الباء للإلصاق ، أي بعمله وكثرة عبادته .
(مِنْهُ) . من للسببيّة ، أي من أجل أنّه ليس له عقل . وفي نسخة «لا يرتفع بذلك منه» ،

1.في «ج» : - «قوّة» .

2.في الكافي المطبوع : + «له» .

3.في الكافي المطبوع : «يرتفع» .

  • نام منبع :
    الشّافي في شرح أصول الكافي ج1
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دارالحدیث با همکاری سازمان اوقاف و امور خیریه
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 122441
صفحه از 602
پرینت  ارسال به