271
الشّافي في شرح أصول الكافي ج1

الجرّ نادر إلّا إذا ركّبت مع «ذا» . ونظيره قراءة عكرمة وعيسى «عمّا يتساءلون» 1 وجوّز الزمخشري في «بِمَا غَفَرَ لِى رَبِّى» 2 كون «ما» استفهاميّة 3 مع ردّه على من قال ذلك في «بِمَآ أَغْوَيْتَنِى» 4 بأنّ إثبات الألف قليل شاذّ . 5
وضمير «هو» للعاقل ، و«ما» عبارة عن السعادة الأبديّة في الدار الآخرة ، أو ضمير «هو» لما هو فيه و«ما» عبارة عمّا ستنقلب الحال إليه في ظهور القائم عليه السلام .
(وَذلِكَ كُلُّهُ مِنْ تَأْيِيدِ الْعَقْلِ) ؛ إضافة إلى المفعول ، أي من النور .
الرابع والعشرون : (عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ) ؛ بكسر الميم وسكون الهاء ومهملة . (عَنْ بَعْضِ رِجَالِهِ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ، قَالَ : الْعَقْلُ دَلِيلُ الْمُؤْمِنِ) . ظاهر ممّا سبق آنفا .
الخامس والعشرون : (الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنِ السَّرِيِّ) ؛ بفتح السين المهملة وكسر الراء المهملة وشدّ الخاتمة . (بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : يَا عَلِيُّ ، لا فَقْرَ أَشَدُّ مِنَ الْجَهْلِ) ؛ المقابل للعقل .
(وَلَا مَالَ أَعْوَدُ) ؛ بالمهملتين ، أي أنفع (مِنَ الْعَقْلِ) . ظاهر 6 من السابق أيضا .
السادس والعشرون : (مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجْرَانَ) ؛ بفتح النون وسكون الجيم ومهملة . (عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ رَزِينٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام ، قَالَ : لَمَّا خَلَقَ اللّهُ الْعَقْلَ ، قَالَ لَهُ : أَقْبِلْ فَأَقْبَلَ ، ثُمَّ قَالَ لَهُ : أَدْبِرْ فَأَدْبَرَ ، فَقَالَ :

1.مجمع البيان ، ج ۱۰ ، ص ۲۳۸ ؛ مغني اللبيب ، ج ۱ ، ص ۲۹۹ .

2.يس (۳۶) : ۲۷ .

3.الكشاف ، ج ۳ ، ص ۳۲۰ .

4.الحجر (۱۵) : ۳۹ .

5.الكشاف ، ج ۲ ، ص ۷۰ .

6.في «أ» : «ظاهرا» .


الشّافي في شرح أصول الكافي ج1
270

والمراد بالطاعة فعل المأمور به والاجتناب عن المنهيّ عنه ، ويحتمل أن يكون المراد الصبر والرضا بقضاء اللّه .
(فَإِذَا فَعَلَ ذلِكَ ، كَانَ مُسْتَدْرِكا لِمَا فَاتَ) ؛ بكسر الراء ، أي محاولاً لإدراك ما لم يدركه لعذر ، كمنع الظالمين . ومعنى استدراكه أنّ المؤمن بقصده محصّل لثواب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إذا منعه الظالمون من إدراكهما ، ويمكن أن يكون المراد بالاستدراك ما في زمان القائم عليه السلام .
(وَوَارِدا عَلى مَا هُوَ آتٍ) ؛ أي قائما بحقّ ما هو غير فائت ، كالإنكار الباطني للمنكرات ، ونحو ذلك .
(يَعْرِفُ مَا هُوَ فِيهِ) . «ما» موصولة ، أي يعرف قدر المصائب ، فإنّ لها عوضا ، أو قدر عدم إعطاء الناس حقّه ، فإنّه نعمة ورحمة ، نظير ما يجيء في «كتاب الحجّة» في «باب سيرة الإمام في نفسه» من قوله عليه السلام : «فهل رأيت ظلامة قطّ صيّرها اللّه نعمة إلّا هذه» . ۱
ويمكن أن يحمل على هذا ما روي عن النبيّ صلى الله عليه و آله أنّه قال : «اختلاف اُمّتي رحمة» . ۲(وَلِأَيِّ شَيْءٍ هُوَ هاهُنَا) أي لأيّ مصلحة هو فيما هو فيه ، أي ليس ذلك لهوانه على اللّه ، بل لهوان الدنيا وما فيها ورعاية حكمه فيه ۳ . ويحتمل أن يكون «هاهنا» إشارة إلى الدنيا .
(وَمِنْ أَيْنَ يَأْتِيهِ) أي يعرف السبب الذي به يأتيه ما هو فيه بأن يعرف أنّ أزمّة الاُمور بيد اللّه تعالى ومصادرها عن قضائه تعالى بحيث لا يستلزم جبرا ، كما يجيء في أبواب من «كتاب التوحيد» .
(وَإِلى مَا هُوَ صَائِرٌ) . الظرف متعلّق بصائر ، و«ما» استفهاميّة ، وإثبات ألفها مع حرف

1.الحديث ۲ من باب سيرة الإمام في نفسه .

2.علل الشرائع ، ج ۱ ، ص ۸۵ ، العلة التي من أجلها صار بين الناس الائتلاف والاختلاف ، ح ۴ ؛ معاني الأخبار ، ص ۱۵۷ ، باب معنى قوله عليه السلام «اختلاف امتي رحمة» ؛ وعنهما في وسائل الشيعة ، ج ۲۷ ، ص ۱۴۱ ، ح ۳۳۴۲۵ .

3.في «أ» : - «حكمه فيه» .

  • نام منبع :
    الشّافي في شرح أصول الكافي ج1
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دارالحدیث با همکاری سازمان اوقاف و امور خیریه
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 118627
صفحه از 602
پرینت  ارسال به