(فَهُوَ يَقُولُ لَكَ : أَعِدْ عَلَيَّ) . المقصود أنّ هذا التفاوت بينهم ليس باختيارهم ، بل بفعل اللّه على حسب ما يعلمه من المصلحة ، كما مرّ في الخامس عشر .
الثامن والعشرون : (عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ بَعْضِ مَنْ رَفَعَهُ) . فيه مسامحة ، والمراد «عن بعض أصحابنا رفعه» .
(عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّجُلَ كَثِيرَ الصَّلَاةِ ، كَثِيرَ الصِّيَامِ ، فَلَا تُبَاهُوا) أي لا تفاخروا (بِهِ حَتّى تَنْظُرُوا كَيْفَ عَقْلُهُ) .
التاسع والعشرون : (بَعْضُ أَصْحَابِنَا رَفَعَهُ ، عَنْ مُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ، قَالَ : يَا مُفَضَّلُ ، لَا يَفْلِحُ) ؛ بالفاء ومهملة بصيغة المعلوم من باب منع أو باب الإفعال . والفلاح : الفوز والنجاة والبقاء .
(مَنْ لَا يَعْقِلُ ، وَلَا يَعْقِلُ مَنْ لَا يَعْلَمُ) . ظاهر ممّا مرّ في الثاني عشر عند قوله : «يا هشام إنّ العقل مع العلم» .
(وَسَوْفَ) . هي كالسين إذا دخلت على فعل محبوب أو مكروه أفادت التوكيد ، وأنّه واقع لا محالة .
(يَنْجُبُ) ؛ من باب حسن ؛ والنجيب : الكريم الحسيب .
(مَنْ يَفْهَمُ) التفاوت بين العلم والظنّ ، فيتّبع المحكمات اللاتي هنّ اُمّ الكتاب دون ما تشابه منه إلّا بعد سؤال أهل الذِّكر .
(وَيَظْفَرُ) ؛ من باب علم ؛ والظَفَرُ محرّكةً : الفوزُ بالمطلوب ، يقال : ظفر مطلوبه وبه وعليه : إذا أدركه ، ويقال : ظفر بعدوّه وظفره أيضا : إذا نال منه ما يريد .
(مَنْ يَحْلُمُ) . الحلم بالكسر من باب حسن : الأناة ، والمقصود دفع السيّئة ، أي كلمات الخصوم بالتي هي أحسن .
(وَالْعِلْمُ) بطريقة الحلم والظفر (جُنَّةٌ) . الجنّة بالضمّ : ما يُستتر به من سلاح والسُترة .
(وَالصِّدْقُ عِزٌّ ، وَالجَهْلُ ذُلٌّ) . المراد بالصدق هنا صدق النيّة في إهداء النصيحة وإظهار الحقّ بأن لا يكون قصده إظهار الغلبة على الخصم ، أو هو القول على اللّه