(احْتَمَلْتُهُ) ؛ بصيغة المتكلّم من باب الافتعال ، أي قبلته وعددته من شيعتي (عَلَيْهَا) أي لأجلها .
(وَاغْتَفَرْتُ فَقْدَ مَا سِوَاهَا) . عطفُ تفسير .
(وَلَا أَغْتَفِرُ) . بمنزلة الاستثناء . (فَقْدَ عَقْلٍ) ؛ والمراد به هنا التمييز بين الإمام الحقّ والباطل . (وَلَا دِينٍ) أي ولا فقد دين ، والمراد به الطاعة .
(لِأَنَّ مُفَارَقَةَ الدِّينِ) أي الطاعة لوليّ الأمر وترك اتّباع الظنّ (مُفَارَقَةُ الْأَمْنِ) ؛ حيث يعقبها العقاب في الآخرة والمؤاخذة في الدنيا .
(فَلَا يَتَهَنَّأُ بِحَيَاةٍ مَعَ مَخَافَةٍ) ؛ بصيغة المعلوم من باب التفعّل ، وفاعله ضمير مستتر راجع إلى «من» ، والفاء فصيحة في جواب شرط مقدّر ، أي إذا فارق الأمن فلا يتهنّأ ؛ يقال : تهنّأ بالطعام : إذا لم يكن له فيه تعب . ويحتمل أن يكون بصيغة المجهول ، فالظرف قائم مقام الفاعل ، والأنسب حينئذٍ الواو بدل الفاء ، كما يجيء في نظيره من قوله : «ولا يقاس» .
(وَفَقْدُ الْعَقْلِ فَقْدُ الْحَيَاةِ ، وَلَا يُقَاسُ) أي لا يقدر فاقد العقل (إِلَا بِالْأَمْوَاتِ) ز .
ففي «كتاب الروضة» في صحيفة عليّ بن الحسين وكلامه في الزهد : «واعلموا أنّه من خالف أولياء اللّه ودان بغير دين اللّه واستبدّ بأمره دون أمر وليّ اللّه ، كان في نار تلتهب ، تأكل أبدانا ، قد غابت عنها أرواحها ، وغلبت عليها شقوتها ، فهم موتى لا يجدون حرّ النار ، ولو كانوا أحياءً لوجدوا مضض 1 حرّ النار» 2 .
الحادي والثلاثون : (عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْمُحَارِبِيِّ) ؛ بضمّ الميم والحاء المهملة والراء المهملة المكسورة والموحّدة ، نسبةٌ إلى قبيلة . 3 (عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسى ، عَنْ مُوسَى بْنِ عَبْدِ اللّهِ ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ
1.المَضَض : وجع المصيبة. الصحاح ، ج ۳ ، ص ۱۱۰۶ (مضض) .
2.الكافي ، ج ۸ ، ص ۱۶ ، ح ۲ .
3.اُنظر: معجم قبائل العرب ، ج ۳ ، ح ۱۰۴۲ (محارب) .