283
الشّافي في شرح أصول الكافي ج1

(قَالَ : وَكَانَ يَقُولُ : التَّفَكُّرُ حَيَاةُ قَلْبِ الْبَصِيرِ) . البصير ۱ : الفهيم .
(كَمَا يَمْشِي الْمَاشِي فِي الظُّلُمَاتِ) ؛ بالمعجمة واللام المضمومتين جمع «ظلمة» . والمراد نحو المنافذ المظلمة في الجبال ، والجمع باعتبار التعدّد الناشئ من بُعد المسافة ، والظرف متعلّق بالماشي .
(بِالنُّورِ) . الظرف متعلّق بالماشي والباء للاستعانة ، أي بالمصباح ونحوه .
(بِحُسْنِ التَّخَلُّصِ) . الظرف متعلّق بـ «يمشي» والباء للملابسة ، أي بالنجاة عن الظلمات بحيث لا يحصل ضرر من سقوط وعثار وتَرَدّ في بئر ونحو ذلك .
(وَقِلَّةِ التَّرَبُّصِ۲
)
. أي سرعة النجاة عن الظلمات ؛ لعدم الحيرة والضلالة . شبّه التفكّر بالمشي في الظلمات والفهم بالنور .

1.في «أ ، د» : - «البصير» .

2.في حاشية «أ» : «وهو المكث» .


الشّافي في شرح أصول الكافي ج1
282

الإعطاء . (الله۱الَّذِي يُرِيدُ) ؛ وهو رغبته . (فِي أَسْرَعَ مِنْ ذلِكَ) أي من رفع الرغبة إلى المخلوق أو حصول رغبته إذا رفعه إلى مخلوق . والمقصود أنّ هذا وما يحدث الكفر داخلان في جنس واحد ومتقاربان .
الرابع والثلاثون : (عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ عُبَيْدِ اللّهِ الدِّهْقَانِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْحَلَبِيِّ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عِمْرَانَ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ، قَالَ : كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام يَقُولُ : بِالْعَقْلِ اسْتُخْرِجَ غَوْرُ الْحِكْمَةِ ، وَبِالْحِكْمَةِ اسْتُخْرِجَ غَوْرُ الْعَقْلِ) .
المراد بالحكمة هنا الصمت عن الحكم بغير المعلوم ؛ مأخوذ من حَكَمة اللجام بفتحتين ، لأنّها تمنع الدابّة عمّا لا يراد من الحركات . ۲
وهذا مبنيّ على مقدّمتين :
الاُولى : لمّا كان العقل دالّاً على فضائل الصمت كان مقوّيا للصمت .
الثانية : لمّا كان الصمت دليل التفكّر والتفكّر دليل العقل ـ كما مضى في ثاني عشر الباب من قوله : «يا هشام إنّ لكلّ شيء دليلاً ، ودليل العقل التفكّر ، ودليل التفكّر الصمت» ـ كان الصمت مقوّيا للعقل ، فكلّ منهما إذا زال عن صاحبه ضعف الآخر .
و«استخرج» في الموضعين بصيغة الماضي المجهول ، ويحتمل الأمر . والغور ـ بفتح المعجمة وسكون الواو ومهملة ـ : القعر من كلّ شيء ، والمراد بغور الحكمة والعقل أقصاهما ، ويمكن أن يجعل كلّ مرتبة لاحقة من العقل والحكمة غورا بالنسبة إلى سابقتها .
(وَبِحُسْنِ السِّيَاسَةِ يَكُونُ الْأَدَبُ الصَّالِحُ) . ناظرٌ إلى الفقرة الثانية ، تقول : ساسه ـ من باب نصر ـ أي أدّبه . و«الأدب» بفتحتين من باب حسن : حفظ الحدود ، و«صلح» ـ كحسن ومنع ـ : ضدّ فسد . والمقصود أنّ الحكمة تنهى الإنسان عن الهوى ، وتحصل بحسن سياستها الآداب الجميلة .

1.في الكافي المطبوع : - «الله» .

2.ترتيب جمهرة اللغة ، ج ۱ ، ص ۴۳۳ (حكم) .

  • نام منبع :
    الشّافي في شرح أصول الكافي ج1
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دارالحدیث با همکاری سازمان اوقاف و امور خیریه
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 95771
صفحه از 602
پرینت  ارسال به