291
الشّافي في شرح أصول الكافي ج1

الباب الثالث : بَابُ صِفَةِ الْعِلْمِ وَفَضْلِهِ وَفَضْلِ الْعُلَمَاءِ

وفيه عشرة أحاديث ، والمراد بـ «صفة العلم» بيان أنّ العلم المطلوب للشارع أيّ علم هو؟ وبـ «فضله» فضل العلم الموصوف ، وبـ «العلماء» أهل العلم الموصوف .
الأوّل : (مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى، عَنْ عُبَيْدِ اللّهِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ الدِّهْقَانِ، عَنْ دُرُسْتَ الْوَاسِطِيِّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ مُوسى عليه السلام ، قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله الْمَسْجِدَ، فَإِذَا جَمَاعَةٌ قَدْ أَطَافُوا بِرَجُلٍ، فَقَالَ: مَا هذَا؟) . لم يقل : «من هذا»؟ تخفيفا وإهانةً له .
(فَقِيلَ: عَلَامَةٌ) ؛ بتشديد اللام والهاء، لتأكيد المبالغة : العالم جدّا ، وقد يقال للنسّابة .
(فَقَالَ: وَمَا الْعَلَامَةُ؟) أي بأيّ شيء تسمّونه علّامة؟
(فَقَالُوا لَهُ: أَعْلَمُ النَّاسِ بِأَنْسَابِ الْعَرَبِ وَوَقَائِعِهَا) . الضمير للعرب .
(وَأَيَّامِ الْجَاهِلِيَّةِ) أي ما وقع في الأيّام التي هي قبل بعثة النبيّ صلى الله عليه و آله بين قريش .
(وَالْأَشْعَارِ وَالْعَرَبِيَّةِ) أي القواعد المتعلّقة بكلام العرب .
(قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله ) لبيان أنّ علم هذا الرجل لا يصلح لأن يطيفوا به لأجله : (ذَاكَ عِلْمٌ لَا يَضُرُّ) ؛ بصيغة المعلوم ، من باب نصر ، أو باب الإفعال .
(مَنْ) . موصولة محلّها النصب على المفعوليّة .
(جَهِلَهُ) . المضاف محذوف ، أي جهل معلومه . ويحتمل أن يُراد بالعلم المعلوم ،


الشّافي في شرح أصول الكافي ج1
290

التاسع : (مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ جَمِيلِ) ؛ بفتح الجيم . (بْنِ دَرَّاجٍ) ؛ بضمّ الدال وتشديد الراء المهملتين . (عَنْ أَبَانِ) ؛ بفتح الهمزة وتخفيف الموحّدة. (بْنِ تَغْلِبَ) ؛ بفتح المثنّاة فوقُ وسكون المعجمة وكسر اللام والموحّدة .
(عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ، قَالَ: لَوَدِدْتُ) ؛ بفتح اللام وصيغة المعلوم للمتكلّم من باب علم ، جواب قسم محذوف .
(أَنَّ) بالفتح والتشديد . (أَصْحَابِي ضُرِبَتْ) ؛ بصيغة المجهول للغائبة أو المعلوم للمتكلّم .
(رُؤُوسُهُمْ بِالسِّيَاطِ) ؛ بكسر المهملة ، جمع «سوط» بالفتح المقرعة ، وأصله أن تخلط شيئين في إنائك ثمّ تضربهما بيديك حتّى يختلطا ؛ سمّيت به لأنّها تخلط اللحم بالدم . (حَتّى يَتَفَقَّهُوا) أي في دين اللّه .
العاشر : (عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى، عَمَّنْ رَوَاهُ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ، قَالَ: قَالَ لَهُ رَجُلٌ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، رَجُلٌ) . مبتدأ .
(عَرَفَ هذَا الْأَمْرَ) ؛ من باب ضرب ، والجملة صفة «رجل» . و«الأمر» مصدر أمر علينا مثلّثة الميم : إذا ولّى ، والاسم «الإمرة» بالكسر ، أي ولاية أهل البيت ، أو بمعنى الحادثة والشيء ، أي أمر إمامة أهل البيت وإنكار القوم حقّهم .
(لَزِمَ بَيْتَهُ) . خبرٌ ، تقول : لزمت الشيء كعلم : إذا لم تفارقه .
(وَلَمْ يَتَعَرَّفْ إِلى أَحَدٍ مِنْ إِخْوَانِهِ؟) . بصيغة المعلوم الغائب من باب التفعل ، يقال : تعرّف فلان إلى زيد : إذا تقرّب إليه بحيث يعرفه زيد ؛ أي اعتزل الناس حتّى أهل دينه .
(قَالَ: فَقَالَ: كَيْفَ يَتَفَقَّهُ هذَا فِي دِينِهِ؟!) أي لا يجوز له ؛ لأنّه خالف قوله تعالى في سورة التوبة : «لِيَتَفَقَّهُوا فِى الدِّينِ»۱ وذلك إذا لم يكن فقيها .

1.التوبة (۹) : ۱۲۲ .

  • نام منبع :
    الشّافي في شرح أصول الكافي ج1
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دارالحدیث با همکاری سازمان اوقاف و امور خیریه
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 95747
صفحه از 602
پرینت  ارسال به