الْمُبْطِلِينَ وَتَأْوِيلَ الْجَاهِلِينَ) . فاء التعليل باعتبار دلالة مدخولها على وقوع التحريف والانتحال والتأويل في العلم ، و«في» في الموضعين للتعليل ، والظرف الثاني بدل من الأوّل ، بدلَ البعض من الكلّ ، و«أهل» منصوب بالاختصاص ، والخَلَف بفتحتين الإمام بعد الإمام ، والمراد به الإمام الحيّ ، والعدول جمع عدل بمعنى عادل ، المتوسّطون بين الإفراط والتفريط والتضييع ، وهم شيعة الخلف المؤمنون به حقّ الإيمان . وفيه إشارة إلى قوله تعالى في سورة النور : «يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْاصَالِ* رِجَالٌ» 1 ، ويجيء بيانه في «كتاب الحجّة» في سادس، السابع ، وهو «باب معرفة الإمام والردّ إليه» .
و«ينفون» بضمّ الفاء من النفي بمعنى اعتقاد بطلان شيء ، أو بمعنى الاستدلال على بطلان شيء ، والتحريف نقل شيء إلى الحرف بمعنى الطرف الخارج ، والغالون جمع اعتقدوا أنّه لا يجوز اتّباع الظنّ في محلّ الحكم الشرعي أيضا ، فأنكروا ما روي من الأحاديث في سهو النبيّ والأئمّة ، مثل ما يجيء في «كتاب الصلاة» في أوّل، الثاني والأربعين ، وهو «باب من تكلّم في صلاته أو انصرف قبل أن يتمّها أو يقوم في موضع الجلوس» .
وقد شنّع ابن بابويه في الفقيه في «كتاب الصلاة» في «باب أحكام السهو في الصلاة على الغالين» بقوله : «إنّ الغلاة والمفوّضة ـ لعنهم اللّه ـ ينكرون سهو النبيّ» 2 إلى آخر ما قال .
والانتحال أن ينسب أحد نفسه إلى مذهب ويعمل بخلافه 3 ، والمبطلون : التابعون للظنّ في نفس أحكام اللّه تعالى ويختلفون فيها بالظنون ويدّعون أنّهم من الإماميّة وليسوا منهم ، كما هو مذكور في «كتاب الروضة» تحت خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام ، وهي خطبة الوسيلة من قول جابر بن يزيد لأبي جعفر عليه السلام : قد أرمضني اختلاف الشيعة في مذاهبها ، وجواب الإمام بما حاصله : إنّ هؤلاء ليسوا شيعة ، فإنّهم أنكروا صاحب