(ثُمَّ هَلَكَ) ؛ من باب ضرب وعلم ، قيل : ومنع ، والهلاك بالفتح ، والهَلَكَة بفتحتين : السقوط والموت والفساد ، ومصير الشيء إلى حيث لا يدري أين هو ، ويقال : هلكه ـ كضربه ـ ، فهو لازم لا 1 متعدّ . والتراخي باعتبار أنّ هلاكه في الآخرة ، والماضي لتحقّق الوقوع أو باعتبار الرتبة ، فثمّ للتعجّب ؛ لأنّ المجتهد لا يخلو عن فضيحة في الدنيا بتناقض في الحكم أو توقّف .
(مَنِ ادَّعى) . هو القسم الثاني ، ويُحتمل أن يراد به من حدث من القسم الثاني بعد العصر الأوّل ، وهو الإمام الثاني من أئمّة الضلالة ، والتراخي في «ثمّ» حينئذٍ أيضا باعتبار الزمان ، ويحتمل أن يُراد به قسم رابع حادث بعد العصر الأوّل يدّعي لنفسه أنّه من القسم الثالث ، وليس كذلك لتنكّبه عن سبيل الهدى ؛ لدعواه العلم في شيء بالاجتهاد ، والإخبار به إخبار بالمغيبات .
و «ادَّعى» بصيغة الماضي لتحقّق الوقوع .
(وَخَابَ) ؛ من باب ضرب ، أي لم ينل المقصود .
(مَنِ افْتَرى) . هو الملحق بالقسم الثاني ، أي من اقتدى بالمدّعي في الدِّين بدون إذن من اللّه ، أو نفس القسم الثاني . ويحتمل أن يُراد به الإمام الثالث من أئمّة الضلالة ، ويناسب خَيبتَه اتّفاق أهل الحقّ على خلعه وقتله 2 .
ويُحتمل أن يُراد به القسم الرابع الذي ذكرناه في «مَن ادّعى» والحكم في الدِّين بدون إذن من اللّه افتراءً على اللّه موافقا لقوله تعالى في سورة يونس : «قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَاما وَحَلَالاً قُلْ أَاللّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللّهِ تَفْتَرُونَ» 3 .
الثاني : (الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَائِذٍ) ؛ بالمهملة والألف وكسر الهمز والمعجمة . (عَنْ أَبِي