تمامهما . وأمّا نحو قوله : «يروح ويغدو داهنا يتكحّل» ۱ ، فإن كانا بمعنى يدخل في الرواح أو ۲ الغداة ، [فهما أيضا تامّان ، والمنصوب بعدهما حال ، وإن كانا بمعنى يكون في الغداة] ۳ والرواح فهما ناقصان ، فلا منع إذن من كونهما ناقصين . ۴ انتهى .
ويؤيّد النقصان هنا قوله «ولا تكن رابعا» . والمراد بالعالم هنا من يستغني بعلمه عن علم غيره ، وذكره لحصر الأقسام ، فإنّ المخاطب لا يصلح لذلك .
(أَوْ مُتَعَلِّما) من عالم (أَوْ أَحِبَّ) ؛ بصيغة الأمر من باب الإفعال ، وهو معطوف بالمعنى على «عالما» كأنّه قال : أو محبّا ، أو باللفظ على اُغد .
(أَهْلَ الْعِلْمِ) أي العلماء ، وحبّهم التصديق بأنّ طاعتهم مفترضة ، وبأنّه لا يجوز التعلّم إلّا منهم . ويُحتمل أن يُراد بأهل العلم ما يشمل المتعلِّمين من العلماء ، والمقصود أنّ من لا يتيسّر له طلب العلم في يوم يقتصر في ذلك اليوم على حبّ أهل العلم ، وهو ملحق بالمتعلّم فيه ، فلا ينافي ذلك تثليث القسمة كما مرّ .
(وَلَا تَكُنْ رَابِعا ؛ فَتَهْلِكَ بِبُغْضِهِمْ) أي بغض أهل العلم ، وهذا يدلّ على أنّ عدم حبّهم يفضي بصاحبه إلى بغضهم .
قال لي بعض المخالفين : إنّ قول الشيعة فينا : إنّا أعداء عليّ ظاهر الكذب ، كيف يبغض أحد من اعترف بأنّه إمامه الرابع؟ ونحن نقول : إنّا أشدّ حبّا لعليّ من الشيعة .
قلت : هل النصارى أعداء اللّه بقولهم : إنّ اللّه ثالث ثلاثة؟ قال : نعم ، قلت : فكيف يبغض أحد من اعترف بأنّه إلهه الثالث ؟ وهل يعترف أحد بأنّه يسبّ اللّه ؟ فكيف قال اللّه : «فَيَسُبُّوا اللّهَ عَدْوا بِغَيْرِ عِلْمٍ»۵ ؟
1.الكلام للشاعر الشنفري من قصيدته المسماة بلامية العرب وأصل البيت :
ولا خالف دارية متغزليروح ويغدو داهنا يتكحل
اُنظر : شرح الكافية ، ج ۴ ، ص ۱۸۷ ؛ خزانة الأدب ، ج ۹ ، ص ۲۰۲ .
2.في المصدر : «و» .
3.مابين المعقوفين من المصدر .
4.شرح الرضي على الكافية ، ج ۴ ، ص ۱۸۷ ، الافعال الناقصة : معناها ، ألفاظها .
5.الأنعام (۶) : ۱۰۸ .