315
الشّافي في شرح أصول الكافي ج1

(قُلْتُ : فَإِنْ عَلَّمَهُ غَيْرَهُ) . الاستفهام مقدّر ، أي أفإن علّم المتعلِّم منه غيره وعمل به ذلك الغير .
(يَجْرِي ذلِكَ لَهُ؟) أي يحصل للمعلِّم الأوّل مثل أجر عمل المتعلِّم الثاني .
(قَالَ : إِنْ عَلَّمَهُ) . الضمير المرفوع المستتر للمتعلِّم منه ، وهو المعلّم الثاني ، والمنصوب البارز للخير .
(النَّاسَ كُلَّهُمْ) . مفعول أوّل ، اُخّر عن المفعول الثاني لكونه ضميرا متّصلاً .
(جَرى لَهُ) أي يحصل للمعلِّم الأوّل بعدد من عمل به من الناس الأجر .
ويحتمل أن يكون قوله : «من عمل به» إشارة إلى أنّ المتعلِّم فيما نحن فيه متعدّد ، وربّما عمل به بعضهم دون بعض ، ويكون «غيره» مرفوعا بالفاعليّة ، والضمير لمن عمل به ، ويكون المستتر في «علمه» لـ «غيره» والبارز للخير ، ويكون حاصل السؤال لو لم يعمل به بعض المتعلّمين وتعلّم منه من يعمل به أيجري مثل ثواب هذا العمل للمعلِّم الأوّل أم لا؟ ويكون حاصل الجواب أنّ ترك عمل المتعلِّم الأوّل لا يقدح في جريان مثل ثواب عمل المتعلِّمين منه للمعلّم الأوّل .
(قُلْتُ : فَإِنْ مَاتَ؟) . الاستفهام مقدّر ، أي أفإن مات المعلِّم الأوّل . وجزاؤه محذوف ، أي يجري ذلك له .
(قَالَ : وَإِنْ مَاتَ) . «إن» وصليّة ، وهو معطوف على مقدّر ، أي إن بقي يجري له ذلك ، وإن مات يجري له ذلك فيمن عمل به بعد موته .
الرابع : (وَبِهذَا الْاءِسْنَادِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ رَزِينٍ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ الْحَذَّاءِ) ؛ بفتح المهملة وشدّ المعجمة .
(عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام ، قَالَ : مَنْ عَلَّمَ) ؛ بصيغة معلوم باب التفعيل . (بَابَ هُدىً ، فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهِ) . ظاهر من شرح السابق .
(وَلَا يُنْقَصُ) ؛ بصيغة مجهول باب نصر . (أُولئِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئا ، وَمَنْ عَلَّمَ 1 بَابَ

1.في «ج» : + «من» .


الشّافي في شرح أصول الكافي ج1
314

المقرونة بـ «ما» الكافّة ۱ كما في المثال وبـ «ما» المصدريّة نحو : «كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ»۲
الآية .
قال الأخفش : أي لأجل إرسالي فيكم رسولاً منكم فاذكروني ، وهو ظاهر في قوله تعالى : «وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ»۳ .
وأجاب بعضهم : بأنّه من وضع الخاصّ موضع العامّ ؛ إذ الذكر والهداية يشتركان في أمر وهو الإحسان ، فهذا في الأصل بمنزلة «وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللّهُ إِلَيْكَ»۴ ، والكاف للتشبيه ، ثمّ عدل عن ذلك للإعلام بخصوصيّة المطلوب ، وما ذكرناه في الآيتين من أنّ «ما» مصدريّة قاله جماعة ، وهو الظاهر . وزعم الزمخشري وابن عطيّة وغيرهما أنّها كافّة ، وفيه إخراج الكاف عمّا ثبت لها من عمل الجرّ لغير مقتض . ۵ انتهى .
الثالث : (عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِيِّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللّهِ عليه السلام يَقُولُ : مَنْ عَلَّمَ) ؛ بصيغة معلوم باب التفعيل .
(خَيْرا ، فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهِ) أي زائدا على أجر التعليم ، ولا يلزم أن يكون مثل الأجر أجرا ؛ لأنّ الأجر هو الثواب ، وهو لا ينقص ولا يزيد بعمل الغير وعدمه ، اللّهُمَّ إلّا أن يُقال : إنّ له مثل أجر من يمكن أن يعمل به في عمله به ، لكن اكتفى بذلك في البيان ، كما يجيء في «الوزر» في الآتي ، ويؤيّده قوله تعالى : «وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعا»۶ ، وضمير «به» للخير أو لمصدر علم ، والباء على الأوّل صلة عمل ، وعلى الثاني للسببيّة .

1.في المصدر : «الزائدة» .

2.البقرة (۲) : ۱۵۱ .

3.البقرة (۲) : ۱۹۸ .

4.القصص : (۲۸) ۷۷ .

5.مغني اللبيب ، ج ۱ ، ص ۲۳۴ .

6.المائدة (۵) : ۳۲ .

  • نام منبع :
    الشّافي في شرح أصول الكافي ج1
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دارالحدیث با همکاری سازمان اوقاف و امور خیریه
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 95821
صفحه از 602
پرینت  ارسال به