وتشبيه المؤمنين الفقهاء بتلك الحصون كلّ واحدٍ منهم يحصن محلّة في بقاء انتظام تلك المدينة بتلك الحصون .
الرابع : (وَعَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْخَزَّازِ۱، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ، قَالَ : مَا مِنْ أَحَدٍ يَمُوتُ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَحَبَّ إِلى إِبْلِيسَ مِنْ مَوْتِ فَقِيهٍ) . مرَّ في أوّل الباب .
الخامس : (عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنْ عَمِّهِ يَعْقُوبَ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ ) ؛ بفتح الفاء وسكون المهملة وفتح القاف والمهملة .
(قَالَ : قَالَ أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليه السلام : إِنَّ أَبِي كَانَ يَقُولُ : إِنَّ اللّهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لَا يَقْبِضُ) . القبض بالقاف والموحّدة والمعجمة من باب ضرب : الأخذ بجميع الكفّ ، والمراد هنا الأخذ عن الناس مطلقا .
(الْعِلْمَ) . المراد به الآيات البيّنات المحكمات من القرآن ، كما مرَّ تفسيره في شرح آخر الخامس . ۲(بَعْدَ مَا يُهْبِطُهُ ) أي على الرسول للناس .
(وَلكِنْ يَمُوتُ الْعَالِمُ) بذلك العلم (فَيَذْهَبُ) أي عن الناس (بِمَا يَعْلَمُ) ؛ الباء للتعدية أو للمصاحبة ، و«ما» مصدريّة ، والمراد علمه بذلك العلم .
(فَتَأُمُّهُمُ۳) . يُقال : أمّهم من باب نصر في الصلاة وغيرها : إذا تقدّمهم وتبعوه .
وفي بعض النسخ «فَتَلِيهِمُ» وهو من باب ورث ، من الولاية بالكسر : السلطان . والضمير للناس المدلول عليهم بقوله : «يقبض ويذهب» .
(الْجُفَاةُ) ؛ بضمّ الجيم وتخفيف الفاء ، جمع «الجافي» من جفاه وعنه جَفاء بالفتح والمدّ : إذا بعُد عنه ، والمراد البُعَداء عن ذلك العلم ، ومنه قول عُمَر : إنّي أجفو عن أشياء
1.في «ج» والكافي المطبوع : «الخرَّاز» .
2.أي الحديث ۶ من باب ثواب العالم والمتعلّم .
3.في الكافي المطبوع : «فتليهم» .