345
الشّافي في شرح أصول الكافي ج1

محصورة ، ولا يقبل النصب على الظرفيّة من أسماء المكان إلّا المبهم ، أو ما اتّحدت مادّته ومادّة عامله كما مرّ .
(إِلى مَنْ أَثِقُ بِهِ) أي من لا أتّقيه أصلاً ؛ لوثوقي بعلمه بمواضع التقيّة ومحالّ الكلام ، يُقال : جلس إليه : إذا جلس معه وألِفَ وأنس به .
(أَوْثَقُ) أي باعتبار الثواب لي (فِي نَفْسِي مِنْ عَمَلِ سَنَةٍ) لأنّه عليه السلام كان ينشر علوم الدِّين كما هو حقّه عند ثقاته وهو أفضل .
والأنسب بعنوان الباب أن يُقال : إنّ المراد بأوثَق في نفسي أوثقُ باعتبار الثواب لمن أثق به من عمله سنّة ، أو يُقال : إنّه عليه السلام نسب إلى نفسه ما يريد أن ينسبه إلى شيعته تأكيدا في النصيحة ، وأنّ المراد بمن أثق به من أثق بعلمه لأستفيد منه المسائل المجهولة .


الشّافي في شرح أصول الكافي ج1
344

مُجَالَسَةُ أَهْلِ الدِّينِ) أي العالِمين بأحكام الدِّين العاملين بها (شَرَفُ الدُّنْيَا وَالْاخِرَةِ) .
الخامس : (عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَصْبَهَانِيِّ) ؛ بكسر الهمزة وسكون المهملة وفتح الموحّدة . (عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ) ؛ بضمّ المهملة وفتح الخاتمة وسكون الخاتمة الثانية والنون . (عَنْ مِسْعَرِ) ؛ بكسر الميم وسكون المهملة وفتح العين المهملة والراء المهملة . (بْنِ كِدَامٍ) ؛ بكسر الكاف وتخفيف المهملة .
(قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه السلام يَقُولُ : لَمَجْلِسٌ) ؛ بفتح اللام الموطّئة للقسم ، أي واللّه لمجلس ، وهو مصدر ميمي .
(أَجْلِسُهُ) . الضمير المنصوب لمجلس ، وفي موضع المفعول المطلق ، ويحتمل أن يكون المجلس اسم مكان ، فنصب الضمير إمّا على الظرفيّة ؛ لأنّ المجلس وإن لم يكن فيه إبهام فيشبه الجهات الستّ في الشياع كناحية ومكان ، لكن أسماء المكان المختصّة تنتصب على الظرفيّة إذا اتّحدت مادّتها ومادّة عاملها ، كقوله : «وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ» 1 ، والضمير في حكم المرجع ؛ وإمّا على المفعول به ، كما قالوا في نحو : «دخلت الدار وسكنت البيت» 2 من أنّ انتصابهما إنّما هو على التوسّع بإسقاط الخافض ، والأصل «دخلت في الدار وسكنت في البيت» فلمّا حذف الخافض نصبا على المفعول به توسّعا كما يحذف الجارّ وينتصب ما بعده 3 ، كقوله : تمرّون الديار 4 ، وذلك لأنّ الدار والبيت من أسماء المكان المختصّة ، لأنّ لها صورة وحدودا

1.الجنّ (۷۲) : ۹ .

2.في حاشية «أ» : «قاله الأزهري في التصريح شرح التوضيح في بحث المفعول فيه (منه دام ظله)» .

3.اُنظر: مغني اللبيب ، ج ۱ ، ص ۱۰۲ ؛ شرح ابن عقيل ، ج ۱ ، ص ۵۳۸ ؛ خزانة الأدب ، ج ۹ ، ص ۱۲۱ .

4.هذا كلام من بيت شعر لجرير وهو : تمرون الديار ولم تعوجواكلامكم عليّ إذا حرام «لسان العرب ، ج ۵ ، ص ۱۶۵ (مرر) ؛ مغني اللبيب ، ج ۱ ، ص ۱۰۲ ؛ و ج ۲ ، ص ۴۷۳ ؛ شرح ابن عقيل ، ج ۱ ، ص ۵۳۸ ، الرقم ۱۵۹» .

  • نام منبع :
    الشّافي في شرح أصول الكافي ج1
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دارالحدیث با همکاری سازمان اوقاف و امور خیریه
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 95686
صفحه از 602
پرینت  ارسال به