353
الشّافي في شرح أصول الكافي ج1

(إِنَّ الْقُلُوبَ لَتَرِينُ) . الرين بالفتح : الدَنَس والوَسَخ ، ويُقال : رانت نفسه ترين رينا ، أي خبثت . ۱(كَمَا يَرِينُ السَّيْفُ) أي يعلوه الصَّدأ ، وهو وسخ السيف والمرآة ونحوهما . (جَلَاؤُهُ) ؛ بفتح الجيم وتشديد اللام والمدّ ، أي الجالي جدّا من جملة السيف ، أو بتخفيف اللام مصدر استعمل بمعنى اسم الفاعل مبالغة ؛ والمآل واحد .
(الْحَدِيد)۲ ؛ بفتح المهملة ، أي الحادّ الماضي في الضريبة . والجملة استئناف بياني لتقوية التشبيه السابق .
العاشر : (عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ فَضَالَةَ) ؛ بفتح الفاء والمعجمة . (بْنِ أَيُّوبَ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ) ، بفتح الهمزة وتخفيف الموحّدة . (عَنْ مَنْصُورٍ الصَّيْقَلِ) ؛ بفتح المهملة وسكون الخاتمة وفتح القاف مَن شُغْلُه صقل السيف ونحوه .
(قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه السلام يَقُولُ : تَذَاكُرُ الْعِلْمِ) ؛ بطريق الإضافة ، (دِرَاسَتُه)۳ أي كدراسته ، وهو مصدر درست الكتاب درسا بالفتح ودراسةً بالكسر من باب نصر وضرب ، أي ألقيت معناه إلى من لم يعلمه فعلم .
(وَالدِّرَاسَةُ) أي كلّ مرّة من الدرس (صَلَاةٌ) أي كصلاة (حَسَنَةٌ) . مرفوعة على أنّها صفة صلاة ، وهي تأنيث حسن ، أي مقبولة . وهو إشارة إلى ما يجيء في «كتاب الصلاة» في حادي عشر الأوّل ۴ من قول أبي عبداللّه عليه السلام : «من قبل اللّه منه صلاة واحدة لم يُعذّبه ، ومَن قبل منه حسنة لم يعذّبه» .

1.الصحاح ، ج ۵ ، ص ۲۱۲۹ ؛ لسان العرب ، ج ۱۳ ، ص ۱۹۳ (رين) .

2.في الكافي المطبوع : «وجلاؤها الحديث» .

3.في الكافي المطبوع : «دراسة» .

4.أي الحديث ۱۱ من باب فضل الصلاة .


الشّافي في شرح أصول الكافي ج1
352

إِلَى ذِكْرِ اللّهِ ذَلِكَ هُدَى اللّهِ يَهْدِى بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلْ اللّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ» 1 ، وفي سورة الرعد : «الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ» 2 .
الثامن : (مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ أَبِي الْجَارُودِ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه السلام يَقُولُ : رَحِمَ اللّهُ عَبْدا أَحْيَا الْعِلْمَ) . الجملة دعائيّة ، والمراد بالعلم ما مرّ في شرح السابق .
(قَالَ : قُلْتُ : وَمَا إِحْيَاؤُهُ؟) أي ما الذي يحيا به العلم؟
(قَالَ : أَنْ يُذَاكِرَ) ؛ بكسر الكاف والضمير للعبد . (بِهِ) أي بالعلم (أَهْلَ الدِّينِ) ؛ بالنصب مفعول به أي المهتمّين بأمر الآخرة والجزاء .
(وَأَهْلَ الْوَرَعِ) أي المجتنبين عن سخط اللّه ، والمقصود تكرار ذكر العلم عندهم ودفع الشبه عنه لئلّا يُنسى وليكثر العلماء .
التاسع : (مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَجَّالِ) ؛ بفتح المهملة وتشديد الجيم .
(عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ ، رَفَعَهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : تَذَاكَرُوا العلم) . أمر بتذاكره ، ومضى معنى العلم في شرح سابع الباب ، ومضى بيان شرط تذاكره في سابع الباب وثامنه .
(وَتَلَاقَوْا) ؛ بفتح القاف أمر بالتزاور (وَتَحَدَّثُوا) . التحدّث : مكالمة الأحبّة .
(فَإِنَّ الْحَدِيثَ) . المراد بالحديث آيات القرآن ، كما في أمثال قوله تعالى في سورة الزمر : «اللّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ» 3 . واللام هنا للعهد ، والمراد به العلم .
(جَلَاءٌ لِلْقُلُوبِ) بفتح الجيم وتخفيف اللام والمدّ مصدر ، جلا السيف والمرآة من باب نصر ، أي انكشفا وخرجا عن الرين ، حمل على باعث الجلاء مبالغة .

1.الزمر (۳۹) : ۲۳ .

2.الرعد (۱۳) : ۲۸ .

3.الزمر (۳۹) : ۲۳

  • نام منبع :
    الشّافي في شرح أصول الكافي ج1
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دارالحدیث با همکاری سازمان اوقاف و امور خیریه
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 116858
صفحه از 602
پرینت  ارسال به