أم ۱ فعل جارحة ، ويُطلق على الجزاء أيضا ، وحمل عليه «مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ» . ويحتمل أن يراد به المعنى الأوّل ، أي مالك أجل ما يؤدّي العبد إلى اللّه . ويُطلق على الحكم والقضاء ، و«عليٌّ ديّان هذه الاُمّة بعد نبيّها» ۲ أي حاكمها . ۳(بِالْبَاطِلِ) . أصل الباطل : الزائل ، وهو خلاف الحقّ في معانيه ، وأصل الحقّ : الثابت الراسخ ، ويُطلق على العلم وعلى المعلوم ، ويُطلق على اللّه تعالى لأنّه حاضر في كلّ وقت لعبده عند الشدائد ، ويُطلق على ما وافق الحكمة وثبت ورسخ فيه الأمر المطلوب ، بأن لا يكون فيه صورته فقط ، فيكون كاللعب والعبث ، ويُطلق على الخبر والاعتقاد إذا طابق الواقع ، وعلى التصديق به والتكذيب لضدّه .
ويمكن تقرير قوله : «بالباطل» على أربعة أوجه :
الأوّل : أن تكون ۴ الباء للسببيّة ، كقولك : دنت زيدا بإحسانه إليّ ، والمراد بالباطل الظنّ ، أي أنهاك عن أن تعمل للّه بسبب الظنّ بالحكم الواقعي بأن تجعل الاجتهاد مناطا للعمل ، وإنّما سمّي الظنّ باطلاً لقوله تعالى في سورة يونس وسورة النجم : «إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِى مِنْ الْحَقِّ شَيْئا»۵ ، أي لا يقوم في موضع الحقّ ، أي العلم أصلاً ، لا في الإفتاء ولا في العمل .
ففيه دلالة على أنّ الظنّ ليس حقّا ولا جاريا مجراه ، فهو باطل محض في الدِّين ، فكما لا يجوز أن يكون مناطا للإفتاء ، لا يجوز أن يكون مناطا للعمل ، سواء كان في اُصول الدِّين أو اُصول الفقه أو فروعه .
ولا ينافي ذلك أن يكون العلم بأنّ ظاهر القرآن أو خبر الواحد الجامع للشروط كذا
1.في «ج» : «أو» .
2.في حاشية «أ» : «ذكره الزمخشري في الأساس (منه دام ظله)» .
3.حكاه عن أساس اللغة للزمخشري في تاج العروس ، ج ۱۸ ، ص ۲۱۷ ؛ ونقله بلفظ «قيل» في النهاية ، ج ۲ ، ص ۱۴۸ ؛ ولسان العرب ، ج ۱۳ ، ص ۱۶۶ (دين) .
4.في «أ» : «أن يكون» .
5.يونس (۱۰) : ۳۶ ، النجم (۲۸) : ۵۳ .