و«أن» مفسّرة لتضمّن الحقّ معنى القول ، أو ناصبة ، وعلى الأوّل «تفقّهوا» بصيغة الأمر من باب التفعّل ، وهو إشارة إلى قوله تعالى في سورة التوبة : «فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِى الدِّينِ»۱ ، فإنّه من جملة تلك الآيات البيّنات المحكمات ؛ وعلى الثاني بصيغة المضارع من باب حسن أو من باب علم أو من باب التفعّل بحذف إحدى التاءين . ومضى بيان التفقّه والفقه في شرح سابع الثاني . ۲(وَمِنَ الْفِقْهِ أَنْ لَا تَغْتَرُّوا) . «أن» ناصبة أو مفسّرة ؛ لتضمّن الفقه أيضا معنى القول ، والاغترار : الالتفات إلى الدنيا التي هي متاع الغرور ، وإلى تلبيس إبليس بأنّ فلانا وفلانا وفلانا تمكّنوا من التصرّف في البلاد ، وتبعهم المنتسبون إلى العلم من أرباب العمائم ونحو ذلك . ومثل هذا لا يكون باطلاً ، وهذا إشارة إلى قوله تعالى في سورة لقمان : «وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللّهِ الْغَرُورُ۳»۴ ، وفي سورة آل عمران : «لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِى الْبِلَادِ»۵ .
(وَإِنَّ أَنْصَحَكُمْ لِنَفْسِهِ) . النصيحة خلاف الغشّ ؛ أي أشفقكم على نفسه .
(أَطْوَعُكُمْ لِرَبِّهِ) باتّباع الآيات البيّنات المحكمات .
(وَأَغَشَّكُمْ لِنَفْسِهِ أَعْصَاكُمْ لِرَبِّهِ) ؛ فإنّ دائرة العصيان ۶ لا ترجع إلّا إلى نفسه .
(وَمَنْ يُطِعِ اللّهَ يَأْمَنْ وَيَسْتَبْشِرْ ، وَمَنْ يَعْصِ اللّهَ يَخِبْ) ؛ بكسر المعجمة بصيغة المضارع المعلوم من باب ضرب ، والخائب : المحروم ومَن لم ينل ما طلب .
(وَيَنْدَمْ) ؛ بفتح المهملة بصيغة المضارع المعلوم من باب علم ، والنَّدَم بفتحتين والندامة : الأسف .
1.التوبة (۹) : ۱۲۲ .
2.أي الحديث ۷ من باب فرض العلم ووجوب طلبه والحث عليه .
3.في «ج» : + «فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَوةُ الدُّنْيَا» .
4.لقمان (۳۱) : ۳۳ .
5.آل عمران (۳) : ۱۹۶ .
6.في حاشية «أ» : «قوله : فإنّ الدائرة إلى آخره ، لعلّ المراد بها العقوبة التي تدور مع العصيان نفيا وإثباتا ، فالإضافة بهذه المناسبة (مهدي)» .