وفي هذا الكلام إشارة إلى قوله تعالى في سورة الأنبياء : «لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوا لَاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ * بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمْ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ»۱ .
(وَصَاحِبُ الاِسْتِطَالَةِ وَالْخَتْلِ ذُو خِبٍّ) ؛ بكسر المعجمة وشدّ الموحّدة : هيجان البحر ۲ ، استُعير هنا للمباهاة وخشونة الكلام .
(وَمَلَقٍ) بفتحتين : الودّ واللطف وأن يعطي باللسان ما ليس في القلب .
(يَسْتَطِيلُ عَلى مِثْلِهِ مِنْ أَشْبَاهِهِ ، وَيَتَوَاضَعُ لِلْأَغْنِيَاءِ مِنْ دُونِهِ) . استئناف لبيان موضع خبّه وملقه ، وأنّ خبّه عند العلماء وملقه عند الأغنياء . والمراد ب «مثله» المساوي له في مرتبة العلم تقريبا أو تحقيقا ، وب «أشباهه» ۳
بفتح الهمزة: المشاركون له في الدِّين ، وهم الشيعة الإماميّة ، وبدونه المخالف له في الدِّين . و«من» في الموضعين تبعيضيّة .
(فَهُوَ لِحَلْوَائِهِمْ هَاضِمٌ) . الفاء للتفريع على التواضع . والحلواء بفتح المهملة وسكون اللام والمدّ ۴ معروف ، واستُعير هنا للكلمات السخيفة التي يستحليها ويتفكّه ۵ بها أكابر المخالفين في مجالسهم من صفة الحُلم والطعن على الشيعة الإماميّة . والمراد بهضمها التغافل بعد سماعها للطمع في أموالهم ، أو استُعير لعطاياهم تشبيها لهم بالأموات ولعطاياهم بحلواء الأموات .
(وَلِدِينِهِ حَاطِمٌ) . المراد بدينه بكسر المهملة : مذهب الشيعة الإماميّة ، والحطم : الكسر ؛ يعني أنّ هذا الرجل شين وعيب لدينه ؛ إذ يذهب إلى باب المخالف ويسمع الطعن على ۶ أهل دينه ، فيتغافل للطمع .