كان يلبسها النسّاك في صدر الإسلام . ۱ وهو من البِرس بكسر الموحّدة وسكون المهملة : القطن ، والنون زائدة ۲ . وقيل : إنّه غير عربي ۳ والضمير لصاحب .
(وَقَامَ اللَّيْلَ فِي حِنْدِسِهِ) . هذا ناظر إلى السهر ، والحندس بكسر المهملة وسكون النون وكسر الدال المهملة والسين المهملة : ظلمة الليل ، وقد يُطلق على الليل المظلم . ۴
والضمير لليل أو لصاحب .
(يَعْمَلُ) أي للآخرة (وَيَخْشى) أي يخاف اللّه ويتّقي ، إشارة إلى قوله تعالى : «إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنْ الْمُتَّقِينَ»۵ ، أو يخاف أن لا يقبل عمله .
(وَجِلاً) ؛ بفتح الواو وكسر الجيم ، مأخوذ من الوجل بفتح الجيم ، وهو اضطراب القلب من الخوف . ۶(دَاعِيا) أي طالبا من اللّه ثوابه وقضاء حوائجه ، أو داعيا لغيره إلى مثل ما هو فيه بلسان الحال لا بحسب النطق والمقال ، فإنّ الناس إذا رأوا من أحد حسن عبادة مالوا إليه ، فكأنّ من أحسن عبادة اللّه يدعو الناس إلى ذلك .
(مُشْفِقا) ، مأخوذٌ من الشفق بفتحتين ، وهو الرديء . يُقال : ثوبٌ شفق ، أي رديء خَلِق . ۷ والمراد هنا المنكسر الحال ، ويحتمل أن يكون بمعنى الشفيق ، من الشفق بمعنى حرص الناصح على إصلاح المنصوح ، وهو بلسان الحال لا بالمقال بقرينة قوله :
(مُقْبِلاً عَلى شَأْنِهِ ) أي على إصلاح نفسه ، لا يتوجّه إلى إصلاح الغير لفظا ؛ لعدم التأثير ، كما بدل عليه قوله :
(عَارِفا بِأَهْلِ زَمَانِهِ) أي بحال أهل زمانه من أنّهم أهل باطل لا يؤثّر فيهم الكلام .
1.النهاية ، ج ۱ ، ص ۱۲۲ ؛ لسان العرب ، ج ۶ ، ص ۲۶ ؛ تاج العروس ، ج ۸ ، ص ۲۰۳ (برنس) .
2.الصحاح ، ج ۳ ، ص ۹۰۸ ؛ وحكاه عنه في النهاية ، ج ۱ ، ص ۱۲۲ (برنس) .
3.حكاه في النهاية ، ج ۱ ، ص ۱۲۲ (برنس) بلفظ قيل .
4.العين ، ج ۳ ، ص ۳۳۲ ؛ النهاية ، ج ۱ ، ص ۳۸۷ (حندس) .
5.المائدة (۵) : ۲۷ .
6.العين ، ج ۶ ، ص ۱۸۲ ؛ الصحاح ، ج ۵ ، ص ۱۸۴۰ (وجل) .
7.العين ، ج ۵ ، ص ۴۴ ؛ غريب الحديث للحربي ، ج ۱ ، ص ۲۶ ؛ الصحاح ، ج ۴ ، ص ۱۵۰۲ (شفق) .