فَضَّالٍ ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ ، عَنْ عُبَيْدِ) ؛ بضمّ المهملة وفتح الموحّدة . (بْنِ زُرَارَةَ ، قَالَ : قَالَ أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليه السلام : احْتَفِظُوا بِكُتُبِكُمْ) . يُقال : احتفظه : إذا حفظه لنفسه ؛ فالباء لتضمين معنى التمسّك ، أو لتقوية التعدية . والأوّل أوفق بعنوان الباب .
(فَإِنَّكُمْ سَوْفَ تَحْتَاجُونَ إِلَيْهَا) أي في زمن غيبة الإمام غيبةً كبرى ، أو قبله أيضا ؛ لأنّ الحفظ في الخاطر لا يفي بالأحاديث .
الحادي عشر : (عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الْبَرْقِيِّ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخَيْبَرِيِّ ) ؛ بفتح المعجمة وسكون الخاتمة وفتح الموحّدة .
(عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ ، قَالَ : قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليه السلام : اكْتُبْ) أي ما تسمعه منّي (وَبُثَّ) ؛ بضمّ الموحّدة وتثليث المثلّثة المشدّدة ، أو بكسر الموحّدة وفتح المثلّثة وكسرها : أمر من بثّه، من باب نصر وضرب : إذا نشره وفرّقه . 1 (عِلْمَكَ) أي الأحاديث ، فإنّها تفضي إلى العلم بالحكم الواصلي ، وربّما أدّت في اُصول الدِّين ونحوها إلى العلم بصدق مضمونها لمَن تأمّل فيها حقّ التأمّل . (فِي إِخْوَانِكَ) أي الشيعة .
(فَإِنْ مُتَّ) ؛ بضمّ الميم وكسرها وفتحها والمثناة فوقُ المشدّدة المفتوحة من باب يموت ويميت ويمات ، أي أشرفت على الموت (فَأَوْرِثْ كُتُبَكَ بَنِيكَ) أي علّمهم تفصيلاً أو إجمالاً أنّها مسموعاتك ، أو سلّمها إليهم بالوصيّة أو بترك إتلافها وإخفائها عنهم .
(فَإِنَّهُ يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانُ هَرْجٍ) . أصل الهرج، بفتح الهاء وسكون المهملة والجيم : الكثرة في الشيء والاتّساع ، ويُطلق على الفتنة والاختلاط والاشتباه ، وعلى القتل ، يُقال : هرج الناس ـ كضرب ـ : إذا وقعوا في هرج . والمراد بزمان هرج زمان غيبة الإمام عليه السلام . 2 (لَا يَأْنَسُونَ فِيهِ إِلَا بِكُتُبِهِمْ) ؛ لعدم ظهور الأئمّة ، أو لفقد الحفّاظ للأحاديث ، أو لعدم تمكّنهم من الرواية في المدارس .