(فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ) . أمرٌ بالتفكّر ۱ في عاقبة الاُمور ، أو هو كلام أبي عبداللّه عليه السلام ، وهو تعجّب من أمر الاُمّة حيث إنّهم مع سماعهم أمثال هذه من نبيّهم كيف تركوا أهل بيته ، واستندوا في جميع أحكامهم إلى أهوائهم وآرائهم ومقاييسهم وقلّدوا مجتهديهم ، بل خذلوا أهل بيته وقتلوهم .
والاعتبار : الاتّعاظ والتدبّر في عاقبة الشيء ، والمخالفون يفسّرونه بالقياس المتنازع فيه في الأحكام الشرعيّة . ومضى في شرح عنوان الباب ما يكفي في دفعه .
(وَتَوَكَّلُوا عَلَى اللّهِ) ؛ للاحتراز عن مثل هذا الخذلان .
إن قلت : إذا كان المراد بقوله : «من بعدي» إلى آخر الزمان ، لم ينطبق على حال زمان غيبة الإمام .
قلت : المراد بقوله : «يذبّ» إلى آخره ، أنّه يذبّ إذا سُئل وروجع إليه ومُكِّن في الأرض .
وأيضا منصب الكائدين في هذا البحث الاستدلال إمّا معارضةً ، وإمّا نقضا إجماليّا لوجود الآيات البيّنات المحكمات ، فيكفي في دفعه احتمال تحقّق وليّ ناطق بإلهامٍ من اللّه ، غائب بسبب حدث المبطلين ، فهو ذابّ من هذه الحيثيّة ؛ وبعد التجاوز نقول : لا نسلّم أنّ الإمام الغائب عن جمع غائبٌ عن كلّ جمع ، كما يجيء في «كتاب الحجّة» في سادس عشر «باب في الغيبة» فلعلّه يذبّ في الجملة .
السادس : ( مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ ؛ وَعَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ مَسْعَدَةَ) ؛ بفتح الميم وسكون السين المهملة وفتح العين المهملة والدال المهملة والهاء . (بْنِ صَدَقَةَ ) ؛ بالصاد المهملة والدال المهملة والقاف المفتوحات والهاء . (عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ؛ وَعَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ رَفَعَهُ) أي إلى أبي عبداللّه عليه السلام .
(عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام أَنَّهُ قَالَ : إِنَّ مِنْ أَبْغَضِ الْخَلْقِ إِلَى اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ) . البغض ضدّ الحبّ ، تقول : فلان باغض لي : إذا مَقَتَك ، ومبغوض إليّ : إذا مَقَتَّهُ .