وذلك الشيء قماش بالضمّ ، يُقال : ما أعطاني إلّا قماشا ، أي أردأ ما وجده . ۱(جَهْلاً) ؛ هو الاعتقاد الذي ليس بعلم ، مثل ما تلاحق فيه أفكار أهل الرأي ، كما سطّره الفقهاء والمتكلِّمون والاُصوليّون منهم في كتبهم من القواعد وكانت ممهّدة في زمانه عليه السلام وزادت قرنا بعد قرن .
(فِي جُهَّالِ النَّاسِ) . «في» للتعليل أو للظرفيّة ، والجهّال على الأوّل الاُستادون ، وعلى الثاني الشركاء .
(عَانٍ۲بِأَغْبَاشِ الْفِتْنَةِ) ؛ صفة ثانية لرجل ، و«عان» اسم فاعل من الناقص ، من عنا يعنو : إذا صار أسيرا . والباء للآلة ، يعني أنّه أسير الشيطان بأغلال هي أغباش الفتنة . والأغباش جمع «غَبَش» بفتح المعجمة وفتح الموحّدة والمعجمة ، وهو بقيّة الليل أو ظلمة آخره ۳ ؛ عبّر بها عن الجهالات والشبهات الموسوسة ، والفتنة : الاختلاف ، والإضافة لأنّ الأغباش تفضي إلى الاختلاف .
(قَدْ سَمَّاهُ أَشْبَاهُ النَّاسِ عَالِما) . الناس بتخفيف السين اسم جمع الإنسان ، وبشدّها نوع من الحيوان خلق على صورة الإنسان وليس بإنسان ، كالنسناس بفتح النون وكسرها . والأوّل مبنيّ على أنّ المراد بالناس العقلاء ، والمقصود التشبيه في الصورة والمباينة في المعنى ، كما في آية سورة البقرة : «قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا»۴ ، أو مبنيّ على أنّ اللام للعهد ؛ أي المعروفون بأنّهم مفسدون في الأرض
1.القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۲۸۵ ؛ تاج العروس ، ج ۹ ، ص ۱۷۶ (قمش) .
2.في حاشية «أ» : «غان بالغين المعجمة والنون المنوّنة بالكسر بعد الألف ، من غِنى بالكسر يغني ، أي عاش ، وغنى بالمكان بالكسر أيضا يغني كبقي يبقى ، أي أقام به ، وقد رأيت في بعض نسخ نهج البلاغة المكرمة : غار ، باعجام الغين وبالراء المنوّنة ، من غرى بالشيء بالكسر يغري به بالفتح ، أي ولع به وشغفه الافتنان لحبّه . والأصحّ فيه الأوّل على ما يشهد به قوله عليه السلام : ولم يغن فيه يوما سالما ، بفتح الياء والنون وسكون المعجمة بينهما ، وأما «عان» بإهمال العين ، من عنى بالكسر عناءا ، أي تعب ونصب فمن التصحيفات والتحريفات المستهجنة ، وبأغباش الفتنة بالغين والشين المعجمتين والباء الموحدة قبل الألف جمع غبش ، والغبش بالتحريك : البقية من الليل قبيل الفجر (محق)» .
3.الفائق في غريب الحديث ، ج ۱ ، ص ۴۰۵ (الأغباش) .
4.البقرة (۲) : ۲۷۵ .