47
الشّافي في شرح أصول الكافي ج1

وهو من معاصري الشيخ الحرّ العاملي ومحمّد باقر المجلسي وملا محسن الفيض الكاشاني، وأحد تلامذة الشيخ البهائي والسيد ميرداماد، وكان يخالف الاجتهاد مخالفة شديدة، وكان ينكره.
ومنهم: محمّد طاهر القمّي (م 1098ق).
ومنهم: الشيخ الحرّ العاملي (م 1104ق) وقد أشار في خاتمة كتابه المعروف وسائل الشيعة إلى أنّه من الأخباريين وأقام أدلّة على أحقّية مسلكه.
اشتهرت المدرسة الأخباريّة في القرون الثلاثة: الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر الهجريّة، واتّسعت في مدن إيران والعراق المذهبيّة، وهكذا في البحرين وبلاد الهند، وكانت من أهم المدن الإيرانيّة التي كثر فيها أتباع هذه المدرسة وتعتبر من القواعد المهمّة لهم، هى مدينة قزوين، وكان القسم الغربي منها محلّ سكونتهم واستقرارهم في زمن وصلوا فيه إلى أوج قدرتهم، فتعدّ قزوين أحد مراكز تلامذة وأتباع ملا خليل القزويني (م 1089ق) من الأخباريين.
ولكن بعد المواجهات المتعدّدة بين الأخباريين والاُصوليين، وبعد الصراع المرير بينهما أخذت المدرسة الأخباريّة بالضعف والاُفول يوما بعد يوم حتّى أصبح نفوذها محدودا جدّا.
وقد ذكر كلّ من السيّد نعمة اللّه الجزائري في منبع الحياة وملّا رضي القزويني في لسان الخواصّ الفروق الأساسيّة بين الأخباريين والاُصوليين.
كما وعدّ عبد اللّه بن صالح السماهيجي البحراني في منية الممارسين أربعين فرقا بينهما.
وأيضا حقّق الشيخ جعفر كاشف الغطاء في كتابه الحقّ المبين عدّة فروق بينهما.
وأشار الميرزا محمّد الأخبارى في كتابه الطهر الفاصل إلى (59) فرقا بينهما.
وأوصل السيّد محمّد الدزفولي في فاروق الحقّ تلك الفروق والاختلافات إلى (86) فرقا.
كما وتعرّف الحرّ العاملي في الفائدة (92) من الفوائد الطوسيّة إلى الاختلافات بين المدرستين. ۱

1.دائرة المعارف بزرگ اسلامى، ج ۷، ص ۱۶۰ ـ ۱۶۳، مدخل «اخباريان».


الشّافي في شرح أصول الكافي ج1
46

تبعة متون الأخبار.
وأوّل من أطلق اصطلاح «الأخباري» على معتمدي متون الأخبار والروايات هو الشهرستاني في كتابه الملل والنحل وذلك في النصف الأول من القرن السادس الهجري، وتبعه في ذلك جماعة. وبعده ذكر عبد الجليل القزويني الرازي ـ و هو من علماء الإمامية في القرن السادس الهجري ـ في كتابه النقض الاصطلاحين: الأخباري والاُصولي أحدهما قبال الآخر.
وضعّف مكتب فقهاء أهل الحديث في أواخر القرن الرابع والنصف الأوّل في القرن الخامس، وذلك بسعي الفقهاء الاُصوليين، وأصبح وجوده محدودا، ولكن حافظوا على هذا الوجود المحدود، واستمرّ هذا الأمر إلى أوائل القرن الحادي عشر، وعندها برزوا بثوب جديد بقيادة الملّا محمد أمين الإسترآبادي (م 1033 أو 1036ق) الذي وجّه حملاته الشديدة على الطريقة المعتمدة غالبا في الفقه الإمامي؛ يعنى طريقة المجتهدين. ولابد من أن نلفت النظر إلى أنّ بعضهم يعتقد أنّ ابن أبي جمهور الأحسائي ـ الذي كان حيا إلى سنة (904ق) ـ كان من الذين مهدّوا السبيل للأخباريين وسوّوه لهم.
قالوا في ملّا محمّد أمين الإسترآبادي الذي يعتبر مؤسّس الأخبارية ومشيّدها بين الشيعة المتأخرين هكذا: هو أوّل من فتح باب الطعن على المجتهدين، وأوّل من قسّم الإماميّة إلى قسمين: أخبارية واُصولية.
ومضافا إلى ملّا محمد أمين الإسترآبادي المتشدّد والمتعصّب من المدرسة الأخبارية في القرن الحادي عشر، ذكروا متشدّدا آخر منهم في ذلك القرن وهو الشيخ عبد اللّه بن صالح بن جمعة السماهيجي البحراني، صاحب كتاب منية الممارسين، والذي اشتهر بطعنه على المجتهدين، كما عدّه الشيخ يوسف البحراني من الأخباريين، وأضاف بأنّه كان ممن يتطرّق لهم ويصيب من هجوهم، في حين كان أبوه ملّا صالح من المجتهدين.
كما ويعدّ الملّا محمد تقي المجلسي (م 1070ق) من أتباع المدرسة الأخبارية المعتدلين، وكان يؤيد تعليمات الملا محمّد أمين الاسترآبادي صراحة.
ومن الأخباريين المعتدلين أيضا: ملّا خليل بن غازي القزويني (م 1089ق)،

  • نام منبع :
    الشّافي في شرح أصول الكافي ج1
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دارالحدیث با همکاری سازمان اوقاف و امور خیریه
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 97296
صفحه از 602
پرینت  ارسال به