وضوح المذهب ، فإنّه من الأضداد . ولكلٍّ وجه هنا ، فإنّ تحقّق المذهب مجملاً واضح من محكمات القرآن ، والعلم بخصوصيّته في مسألة مسألة دقيق جدّا .
(مَا بَلَغَ فِيهِ) . «ما» موصولة وعبارة عن الآجن ، و«بلغ» ـ كنصر ـ يتعدّى إلى المفعول به بنفسه ، ومفعوله محذوف ؛ أي بلغ مراده وهو الارتواء ، والضمير المستتر المرفوع للرجل ، والضمير المجرور لـ «ما» . وفي نهج البلاغة : «ما بلغ منه» . ۱ فيحتمل حينئذٍ أن يكون الضمير المستتر المرفوع لـ «ما» والضمير المجرور للرجل ، يُقال : بلغت من زيد ، أي أعجزته بحيث لم يقدر على دفع ضرري عن نفسه أصلاً ، والمفعول محذوف ، أي ما أردت أوكلّ مبلغ .
(مَذْهَبا) أي طريقة استنباط للفروع يفضي بصاحبها إلى علم بالفروع ، لا ظنّ ، كما في قوله تعالى في سورة النساء : «وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَ إِلى أُولِى اْلأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ»۲ .
(إِنْ قَاسَ شَيْئا بِشَيْءٍ) . استئنافٌ بياني لقوله : «هيّأ لها حشوا» إلى آخره ، فالمراد بشيء في الموضعين مسألة .
(لَمْ يُكَذِّبْ) ؛ إمّا بصيغة المعلوم من باب التفعيل أو الإفعال ، وفيه ضمير الفاعل ، يُقال : كذّبه تكذيبا وأكذبه : إذا زعمه كاذبا ؛ وإمّا بصيغة المعلوم من باب التفعيل ولا ضمير فيه ، من كذّب الوحشي : إذا جرى شوطا فوقف ؛ وإمّا بصيغة المجهول من باب التفعيل أو الإفعال ولا ضمير فيه .
(نَظَرَهُ) ؛ بالنصب على المفعوليّة ، أو الرفع على الفاعليّة أو على نيابة الفاعل . والمراد بنظره : قياسه . وفيه مجاز في الإسناد ، كما في قولك : لم يقطع سيف زيد إذا نبا ، أي إذا قاس حَكَمَ بسبب القياس ولم يكذب نفسه فيه .
وفي هذه الفقرة إشارة إلى كمال وهن القياس .