ومنها قولهم : ركب فلان عشوةً : إذا باشر أمرا على غير بيانٍ . ۱ جعلهُ مفتاح العشوات للمبالغة لأنّه قضى عالما بجهل نفسه ، مع أنّه ضَمِنَ تخليص ما التبس على غيره .
(رَكَّابُ) ؛ بفتح المهملة وتشديد الكاف للمبالغة ؛ لأنّه مع العلم بالجهل ، يقال : ركبه ـ كعلمه ـ : إذا علاه ، وركب الذنب وارتكبه : إذا اقترفه . ۲(شُبُهَاتٍ) ، بضمّتين جمع «شبهة» بالضمّ .
(خَبَّاطُ) ؛ بفتح المعجمة وتشديد الموحّدة للمبالغة ؛ لأنّه مع العلم بالجهل ، يقال : خبط البعير الأرض بيده خبطا من باب ضرب : إذا ضربها حين المشي لا يتوقّى شيئا ، وخَبط الرجل : إذا طرح نفسه حيث كان لينام . ۳(جَهَالَاتٍ) ؛ بفتح الجيم جمع «جهالة» بمعنى جهل .
(لَا يَعْتَذِرُ مِمَّا لَا يَعْلَمُ) . استئنافٌ لبيان قوله : «وإن نزلت به إحدى المبهمات» إلى آخره ، أي ينبغي له أن يعتذِر منها إذا نزلت به .
(فَيَسْلَمَ) ؛ بالنصب بتقدير «أن» وجوبا ؛ لأنّه بعد فاء السببيّة مسبوقا بنفي هو لا يعتذر ، أي فيسلم من الافتراء على اللّه المذكور في آية سورة النحل : «وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمْ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ»۴ .
(وَلَا يَعَضُّ فِي الْعِلْمِ بِضِرْسٍ قَاطِعٍ ؛ فَيَغْنَمَ) . العضّ، بفتح المهملة وشدّ المعجمة، من باب علم : إنشاب الأسنان في شيء . ۵ والمراد بالعلم الآيات البيّنات المحكمات الناهية عن اتّباع الظنّ وعن الاختلاف عن ظنّ ، الآمرة بسؤال أهل الذِّكر عن كلّ مشكل . والباء للآلة ، والضرس بكسر المعجمة وسكون المهملة ومهملة : السنّ ، والكلام تمثيل .
1.النحل (۱۶) : ۱۱۶ .
2.لسان العرب، ج ۱۵ ، ص ۵۹ (عشا) . وانظر: كتاب العين ، ج ۲ ، ص ۱۸۷ (عشو) .
3.لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۴۲۸ (ركب) .
4.الصحاح ، ج ۳ ، ص ۱۱۲۱ ؛ تاج العروس ، ج ۱۰ ، ص ۲۳۰ (خبط) .
5.النهاية ، ج ۳ ، ص ۲۵۲ ؛ لسان العرب ، ج ۷ ، ص ۱۸۸ (عضض) .