خليفة كلّهم من قريش» . ۱ وفي رواية : «لا يزال أمر الناس ماضيا ما ولّيهم اثنا عشر رجلاً كلّهم من قريش» ۲
. وفي رواية : «لا يزال الدِّين قائما حتّى تقوم الساعة ، أو يكون عليهم اثنا عشر خليفة كلّهم من قريش» ۳ .
ولو صحّ الحديث الآخر ، لكان الأمر فيه للنهي والتهديد ، كما في قوله تعالى : «اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ»۴ ، وكما في قولك : أطيعوا الشيطان وهو مضلّكم ، أو لجمع خاصّ في سلوك طريق خاصّ في الحرب ونحوه كانا فيه بحسب المكان خَلْف الرسول عليه السلام وذلك ليَسْلَم أحكام اللّه ورسوله من التناقض والتهافت ، فإنّهما ممّن علم حكمهم في الدِّين بالاجتهاد ، وقد بيّنّاه في ثاني عشر «باب العقل والجهل» .
التاسع : (عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حكيمٍ) ؛ بضمّ المهملة وفتح الكاف ، وقيل : بفتح المهملة وكسر الكاف .
(قَالَ : قُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ مُوسى عليه السلام : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، فُقِّهْنَا) ؛ بصيغة المعلوم من باب حسن ، أو المجهول من باب التفعيل ، أو المعلوم من باب علم على حذف المفعول به ، تقول : فقه الرجل ـ كحسن ـ : إذا علم قدرا معتدّا به من المسائل وجعله العرف خاصّا بعلم الشريعة ، وربّما ۵ خصّص بعلم الفروع منها ، وتقول : فقهه ـ كعلمه ـ : إذا فهمه وعلمه ، وتقول من الأوّل : فقّهه تفقيها ، ومن الثاني : أفقهه المسألة إفقاها .
(فِي الدِّينِ ، وَأَغْنَانَا اللّهُ بِكُمْ عَنِ النَّاسِ) أي عن فقهاء المخالفين .
(حَتّى إِنَّ) ؛ بكسر الهمزة ، و«حتّى» هي الداخلة على الجمل .
1.مسند أحمد ، ج ۵ ، ص ۹۰ ، حديث جابر بن سمرة ؛ صحيح مسلم ، ج ۶ ، ص ۳ ، باب الناس تبع لقريش ؛ الآحاد والمثاني ، ج ۳ ، ص ۱۲۶ ، ح ۱۴۴۸ .
2.صحيح مسلم ، ج ۶ ، ص ۳ ، باب الناس تبع لقريش ؛ فتح الباري ، ج ۱۳ ، ص ۱۸۱ ، شرح مسلم ، ج ۱۲ ، ص ۲۰۱ ، باب الخلافة في قريش .
3.مسند أحمد ، ج ۵ ، ص ۸۹ ، حديث جابر بن سمرة ؛ صحيح مسلم ، ج ۶ ، ص ۴ ، باب الاستخلاف وتركه ؛ الآحاد والمثاني ، ج ۳ ، ص ۱۲۸ ، ح ۱۴۵۴ .
4.فصّلت (۴۱) : ۴۰ .
5.في «أ» : «فربّما» .