(فَنَظَرْنَا إِلى أَحْسَنِ مَا يَحْضُرُنَا) ؛ بصيغة المعلوم للغائب من باب نصر ، والمراد بما يحضرنا ما يخطر ببالنا من احتمالات الحكم في تلك المسألة .
(وَأَوْفَقِ الْأَشْيَاءِ لِمَا جَاءَنَا عَنْكُمْ) . عطفُ تفسيرٍ لأحسن ما يحضرنا ، والمراد بالأشياء الاحتمالات التي تخطر ۱ ببالنا في حكم تلك المسألة ، والمراد بما جاءنا عنكم : أجوبة المسائل التي سألناكم عنها . ويجيء في ثالث عشر الباب قوله : «وعندنا ما يشبهه فنقيس على أحسنه مع بيانه» .
(فَنَأْخُذُ بِهِ) . الضمير في «به» للأحسن والأوفق ؛ لأنّهما واحد ، أي نُجيب به عن الشيء أو نعمل به فيه .
(فَقَالَ : هَيْهَاتَ) . اسم فعل بمعنى بَعُد . (هَيْهَاتَ) . تكرار للتأكيد .
(فِي ذلِكَ وَاللّهِ) أي في الأخذ بالأحسن والأوفق ، والمراد في القياس ، وتقديم الظرف للحصر باعتبار أنّه العمدة . ويحتمل أن يكون ذلك إشارة إلى القياس ونحوه من القول على اللّه بغير علم ، فالحصر حقيقي ، ويجيء في ثالث عشر الباب : «إنّما هلك مَن هلك من قبلكم بالقياس» .
(هَلَكَ مَنْ هَلَكَ) أي صار جهنّميا ، وذلك بأن وقع في تجويز الاختلاف المنهيّ عنه في الدِّين .
بيان ذلك أنّ من فتح باب القياس والرأي وخلع اللجام قد يسنح له في أنظاره دقائق ولطائف يستحسنها طبعه وطباع ۲ العوامّ من أشكاله ، كما يظهر لمن تتبّع كتب المخالفين في اُصول الفقه وتفريعاتهم ، فيحسب أنّه وصل إلى ما لم يصل إليه العلماء قبله من الحقائق ويفتخر بذلك ، وتلك المزخرفات بالشعريات أشبه منها بالشرعيّات .
(يَا ابْنَ حَكِيمٍ . قَالَ : ثُمَّ قَالَ) أي أبو عبداللّه عليه السلام : (لَعَنَ اللّهُ أَبَا حَنِيفَةَ) . استئنافٌ لبيان أنّ ذلك سبب الهلاك .