ويحتمل أن لا يكونا في حكم كلمة واحدة ، ويكون المراد بالأوّل نقل الكلام بقيل كذا ، وبالثاني نقله بقال فلان كذا .
وقد يستعملان مصدرين بمعنى القول الرديّ ، وفي حديثهم نهى النبيّ عليه السلام عن قيل وقال ، يروى بالتنوين فيهما ، وهما حينئذٍ كما ذكر آنفا ، وبغير تنوين فيهما ، فقال الفرّاء : فعلان استعملا استعمال الأسماء ، وتركا على البناء الذي كانا عليه . ۱ وقال نجم الدِّين الرضيّ رحمه الله : محكيّان ، والمعنى نهى عن قول : قيل كذا وقال فلان كذا ؛ يعني كثرة المقالات . ۲ انتهى .
(وَفَسَادِ الْمَالِ) . الفساد ـ بفتح الفاء مصدر باب نصر وحسن ـ : الضياع ضدّ الصلاح ، والإفساد : الإضاعة ضدّ الإصلاح ، والنهي عن الفساد راجع إلى النهي عن الإفساد حقيقة ؛ إذ هو الفعل الاختياري بالذات دون الفساد ، ونظيره قوله تعالى في سورة البقرة : «وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِى الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ»۳ .
ويجيء في «كتاب الزكاة» في ثالث «باب وضع المعروف موضعه» : «من كان منكم ۴ له مال ، فإيّاه والفساد ؛ فإنّ إعطاءه في غير حقّه تبذيرٌ وإسراف» . والمال : ما ملكته من أيّ شيء كان .
(وَكَثْرَةِ السُّؤَالِ) أي تجاوز أحد من الرعيّة في السؤال عن اُمور الدِّين القدر المحتاج إليه لعمل نفسه وأهل بيته ، كما مرّ في رابع «باب استعمال العلم» ويجيء في أوّل الباب الآتي .
(فَقِيلَ لَهُ : يَا ابْنَ رَسُولِ اللّهِ ، أَيْنَ هذَا) أي مجموع الثلاثة (مِنْ كِتَابِ اللّهِ ؟ قَالَ : إِنَّ اللّهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ يَقُولُ) في سورة النساء : («لَا خَيْرَ فِى كَثِيرٍ مِنْ نَجْواهُمْ»۵) . الضمير للذين يختانون أنفسهم ، و«نجواهم» : محادثتهم في مجلس الضيافة ونحوه جهارا ، أي بدون
1.حكاه عنه الرضي في شرح الكافية ، ج ۳ ، ص ۲۳۰ .
2.شرح الرضي على الكافية ، ج ۳ ، ص ۲۳۰ .
3.البقرة (۲) : ۲۰۵ .
4.في الكافي المطبوع : «فيكم» .
5.النساء (۴) : ۱۱۴ .