(مِنَ الرُّسُلِ) . الظرف مستقرّ ، وهو مجرور صفة «فترة» ۱ . و«من» إمّا للنسبة ، نحو ۲ «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى» و إمّا ۳ للابتداء ، وتصلح «من» الابتدائيّة للتوسّط بين كلّ ما قام بشيء ، وبين ذلك الشيء باعتبار أنّه ظاهرٌ منه ، كقولك : أعجبني مشي من زيد ؛ وإمّا بمعنى «في» والمقصود أنّ عامّة الناس حينئذٍ كانوا أهل اختلاف عن رأي ، ولم يتّبعوا الرُّسل ، ففتروا وانكسر ۴ الرسل وأوصياؤهم بذلك . وهكذا الكلام في النظائر الآتية في هذا الحديث وفي سورة المائده : «يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنْ الرُّسُلِ»۵ .
(وَطُولِ هَجْعَةٍ) ؛ بفتح الهاء وسكون الجيم والمهملة : النومة من أوّل الليل ، والمراد هنا الغفلة .
(مِنَ الْأُمَمِ) ، بضمّ الهمزة وفتح الميم ، جمع «اُمّة» بضمّ الهمزة وتشديد الميم بمعنى الجماعة ، والظرف صفة «طول» أو «هجعة» .
(وَانْبِسَاطٍ) أي انتشار ، وبسط الشيء نشره .
(مِنَ الْجَهْلِ ، وَاعْتِرَاضٍ) . يُقال : اعترض الشيء دون الشيء ، أي حال دونه كالخشبة المعترضة في النهر ، المانعة عن جريان الماء .
(مِنَ الْفِتْنَةِ) ؛ بكسر الفاء : الامتحان والاختبار من اللّه تعالى للعباد ، ويكون بالخير وبالشرّ . والمراد هنا الاختلاف ۶ في الحكم بالظنون ؛ قال تعالى في سورة البقرة : «وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنْ الْقَتْلِ»۷ ، واعتراضها إفضاؤها إلى ترك كلّ حقّ .
1.في ج + «بفتح الفاء وسكون المثناة» .
2.في «د» : «مثل» .
3.في «أ» : - «للنسبة نحو أنت مني بمنزلة هارون من موسى وإما» .
4.في «ج، د» : «ففتر وانكسر» .
5.المائدة (۵) : ۱۹ .
6.في «ج» : «اختلاف» .
7.البقرة (۲) : ۱۹۱ .