تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلَا اللّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضا أَرْبَابا مِنْ دُونِ اللّهِ» 1 ، وفي قوله تعالى في سورة التوبة : «اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابا مِنْ دُونِ اللّهِ» 2 ، ومرَّ بيانه في أوّل باب التقليد ، وهو دالّ على نبوّة نبيّنا صلى الله عليه و آله وعلى إمامة أمير المؤمنين وأولاده الأحد عشر بعده ؛ إذ لم يبق منذ بعث رسول اللّه صلى الله عليه و آله فيما عداهم وأتباعهم إلّا من غاية دعواه الاجتهاد والظنّ ، ولولا أنّ المراد بالآيات الثلاث ما ذكر لكان السكوت في الحكم في شيء من الحوادث كفرا وظلما وفسقا ، وهو باطل ضرورة ، ويمكن أن يكون تخصيص ما قبل يوم القيامة بالذِّكر ؛ لأنّ القرآن لا يدلّ على كلّ حادث في يوم القيامة وما بعده .
(وَحُكْمَ) ؛ بالضمّ : الأمر والنهي ونحوهما ، مثل : «إِنِ الْحُكْمُ إِلَا للّهِِ» 3 . وقد يُطلق على الحِلّ والحرمة ونحوهما ، وهو عطف على «ما» ، أو على «علم» .
(مَا) ؛ موصولة ومحلّها الجرّ بالإضافة .
(بَيْنَكُمْ) أي بين أهل عصر فرض حالاً ، و«ما» عبارة عن الأفعال الصادرة عنهم ، وهذا من عطف الخاصّ على العامّ ، وفائدة ذكره وتغييرِ الاُسلوب حيث ذكر في الأوّلين العلمُ ، وفي هذا الحكم الإشارة إلى أنّ بيان القرآن في الحال لما مضَى وما يأتي خبر فقط ، وبيانه في الحال لما في الحال تكليف وحكم للمكلّفين ؛ بمعنى أنّ العمدة في نفع بيانه لما في الحال التكليفُ .
(وَبَيَانَ مَا أَصْبَحْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) . «ما» موصولة ؛ إمّا عبارة عن تعيين الإمام بعد رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، وإمّا عن الأعمّ منه ومن سائر المسائل المختَلَف فيها . و«أصبحتم» من الأفعال الناقصة بمعنى صرتم بعد أن لم تكونوا ، وفيه إشارة إمّا إلى أنّ تعيين الإمام كان متّفقا عليه في زمن الرسول عليه السلام ، وإمّا إلى أنّ الاختلاف في الدِّين كان ممنوعا في زمن الرسول عليه السلام ، والظرف إمّا متعلّق بـ «تختلفون» وتقديمه للحصر ، فإنّ أوّل خلافهم بعد الرسول عليه السلام لم