به : دخيل الملك ودُخْلُلُه ـ كقُنفذ ودِرهم ـ . ۱(كُلَّ يَوْمٍ) . المراد في أواخر عمره صلى الله عليه و آله ، أو في غير أيّام المفارقة للسفر .
(دِخْلَةً)۲ ؛ بكسر الدال للنوع ؛ أي دخولاً لاستيداع الأسرار ، ليس كسائر أفراد الدخول ؛ أو بفتح الدال للمرّة من الدخول العقلي .
(وَكُلَّ لَيْلَةٍ دِخْلَةً ، فَيُخْلِينِي) . الفاء للتفريع على الدخلة باعتبار ما يفهم من سابقه من كراهته صلى الله عليه و آله أن يطّلع سائر الأصحاب على ما لا ۳ يتعلّق بهم ولا بأهليهم من الشرائع والأسرار .
و«يخليني» من باب الإفعال يُقال : أخلى الملك زيدا : إذا اجتمع به في خلوة ۴ ؛ أي فيقيم سائر الأصحاب عنّي إن كان الدخول بمحضرهم . أو من باب التفعيل ، أي فيتركني ولا يمنعني من سؤال .
(فِيهَا) أي في الدخلة . و«في» للسببيّة أو للظرفيّة .
(أَدُورُ مَعَهُ حَيْثُ دَارَ) أي أتعلّم منه في كلّ ما أسأله عنه جميع جهاته المعلومة له ، أو جميع ما يقول فيه ، وهو ناظر إلى قوله : «وكان منهم» إلى آخره ، وهو إمّا جملةٌ حالٌ مقدّرة ، أو مقارنة عن مفعول الإخلاء ، أو استئناف بياني لنفس التخلية ، أو لعلّته ؛ فإنّ المفيد إذا رأى من المستفيد البلوغ إلى تفهّم كلّ ما يفيد ، كان ذلك باعثا للمفيد على الرخصة في السؤال عن كلّ ما يريد ، وإمّا مفرد بتقدير «أن» مع إعمالها النصب في «أدور» ، أو إهمالِها ، واللام مقدّرة ، أي الإخلاء لأن أدور ، أو هو مفعول ثان للتخلية ؛ لتضمين معنى الإعطاء .
(قَدْ۵عَلِمَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله أَنَّهُ لَمْ يَصْنَعْ ذلِكَ) أي الإخلاء أو التخلية المذكور . ويحتمل أن يكون إشارة إلى التمكين من الدخلة كلّ يوم وليلة وما يتبعها .
1.ترتيب إصلاح المنطق لابن السكيت الأهوازي ، ص ۱۵۵ (دخلل) ؛ لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۴۲۵ (جلح) .
2.في الكافي المطبوع : «دَخلةً» بفتح الدال .
3.في «ج» : - «لا» .
4.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۳۲۵ (خلا) ؛ تاج العروس ، ج ۱۹ ، ص ۳۸۵ (خلو) .
5.في الكافي المطبوع : «وقد» .