(وَإِنْ تَرَكَهُ وَاللّهِ أَثِمَ) ؛ بصيغة المعلوم ـ كعلم ـ ؛ لمخالفته مفهوم قوله تعالى : «فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ» .
السادس : (أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ ثَعْلَبَةَ) ؛ بفتح المثلّثة وسكون المهملة وفتح اللام والموحّدة (بْنِ مَيْمُونٍ ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَعْيَنَ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَأَجَابَنِي ، ثُمَّ جَاءَهُ رَجُلٌ فَسَأَلَهُ عَنْهَا ، فَأَجَابَهُ بِخِلَافِ مَا أَجَابَنِي) أي بما ينافيه (ثُمَّ جَاءَ۱آخَرُ) أي فسأله عنها (فَأَجَابَهُ بِخِلَافِ مَا أَجَابَنِي وَأَجَابَ صَاحِبِي) . بسكون الخاتمة .
(فَلَمَّا خَرَجَ الرَّجُلَانِ ، قُلْتُ لَهُ۲: يَا ابْنَ رَسُولِ اللّهِ ، رَجُلَانِ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ مِنْ شِيعَتِكُمْ قَدِمَا) ؛ بكسر المهملة من القدوم .
(يَسْأَلَانِ) ، جملة حاليّة .
(فَأَجَبْتَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بِغَيْرِ مَا أَجَبْتَ بِهِ صَاحِبَهُ) . سكت عمّا أجابه به تأدّبا ؛ لأنّه لا فرق بينهم ، فكلّ عذر يقوله فيهما جارٍ فيه أيضا ، أو اعتقد أنّ جوابه ليس عن تقيّة .
(فَقَالَ : يَا زُرَارَةُ ، إِنَّ هذَا خَيْرٌ لَنَا ، وَأَبْقى لَنَا وَلَكُمْ ) . اللامان للتعدية .
(وَلَوِ اجْتَمَعْتُمْ عَلى أَمْرٍ وَاحِدٍ ، لَصَدَّقَكُمُ النَّاسُ عَلَيْنَا) . «لصدّقكم» بالقاف من باب نصر أو باب التفعيل ، نظير قراءَتَي سورة سبأ : «لَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ»۳
. وأصل الصدق : ضدّ الكذب ، وأصل التصديق : عدّ الشيء صادقا . والمراد هنا العلم ؛ لأنّه مناط الصدق والتصديق ، وتعديته بـ «على» بتضمين معنى التطبيق ، أي يعلمكم المخالفون منطبقين ومجمعين على إمامتنا .
ويحتمل أن يكون بالفاء من باب ضرب ؛ أي لصرفكم المخالفون ولم يخالطوكم وجمعوكم علينا ؛ لعلمهم بأنّكم شيعتنا .