7
الشّافي في شرح أصول الكافي ج1

مقدّمة التحقيق

إنّ المولى خليل القزويني بتأليفه شرحين مبسوطين على الكافي جعل اسمه إلى جنب كتاب الكافي وخلّده كما خلّد ذلك الأثر القيّم، فقد صرف شطرا مهمّا من عمره الشريف في شرح أحاديث الكافي، فكانا من آثاره القيّمه والخالدة التي خلّفها بعده؛ الصافي باللغة الفارسيّة، والشافي باللغة العربيّة أثران خالدان لهذا العالم الكبير تمّ تأليفهما في العصر الصفوي.
وفي هذه المقدّمة نطرح 11 فصلاً نذكر فيها حياته الشخصيّة والعلمية ونطرح أفكاره وآثاره، وسوف نعرف الشافي ونعرف بعض نسخه الخطّية.

1. حياته

1/1. اسمه و نسبه

هو خليل بن غازي القزويني، يكنّى ب «أبي حامد»، و يعرف ب «ملّا خليلا» و «خليلاي القزويني» و «ملّا خليل القزويني»، و يلقّب ب «برهان العلماء». ۱ ونقلوا بأنّ نقش خاتمه: «العِلْمُ خليلُ المؤمن»، ۲ كما وذكر بعضهم أنّ اسمه «خليل اللّه ». ۳
وقد ضمّت مدينة قزوين ذلك الزمان عددا من العلماء باسم «ملّا خليل» وهم: الملّا خليل بن محمّد زمان القزويني (كاتب رسالة إثبات حدوث الإرادة) في سنة 1148ق، ۴

1.جامع الرواة، ج ۱، ص ۲۹۸.

2.برگى از تاريخ قزوين، لمؤلّفه حسين المدرّسي الطباطبايي، ص ۲۰۶ (الهوامش).

3.تتميم أمل الآمل، ص ۶۰؛ الذريعة، ج ۲۲، ص ۳۵۱.

4.الذريعة، ج ۱، ص ۸۸ .


الشّافي في شرح أصول الكافي ج1
6

خليل القزويني، وهو أحد العلماء المشهورين في العصر الصفوي.
ولقد ترك آثارا كثيرة ومتنوّعة دلّت على عظم شخصيّته وجامعيّتها، فقد كتب في التفسير والحديث والكلام والفقه والاُصول والنحو والمنطق وغيرها.
لقد أطراه الكثير من كبار علماء عصره ووصفوه بأوصاف تدلّ على عظمته، ومنها ما قال في حقّه الحرّ العاملي في أمل الآمل: «فاضل، عالم، حكيم، متكلّم، محقّق، مدقّق، فقيه محدّث، ثقة ثقه، جامع للفضائل، ماهر».
إنّ تولّيه مسؤولية إدارة الروضة المقدّسة للسيّد عبد العظيم الحسني وله من العمر أقلّ من ثلاثين عاما دليلٌ على عظيم استعداده و عبقريّته ونبوغه المبكّر.
وهو أخباري متشدّد مفرط، حمل لواء الأخبارية على عاتقه فكان ذلك سببا في التفاف الكثير من الناس حوله، كما كان سببا في مخالفة الكثيرين له.
ويعتبر الشافي من آثار ملا خليل المهمّة، وقد شرع في تأليفة في عام (1057ق) في جوار الحرم الإلهي الآمن، وكان لذلك التأليف تأثير جلّي في فهم أحاديث الكافي حتّى نقل عنه أو تأثّر به الكثير ممّن شرح أحاديث الكافي أو تعرض لها بعده.
وما عثر عليه من هذا الأثر القيّم لحدّ الآن هو إلى نهاية كتاب الجنائز من كتاب الكافي، ولم نعثر على بقيته حتّى يومنا هذا.
وتعدّ هذه الطبعة، الطبعة الاُولى لهذا الكتاب حيث لم يحقّق قبل هذا ولم يطبع من قبل. ولا يعدّ هذا العمل دفاعا عن أفكاره وآرائه الشاذّة، ولكن اُريد عرض أفكاره الشخصيّة ومعرفة مدى تأثيرها في قلوب من عاصرها، حيث كان الكثير من نظرياته و آرائه مورد نقد المفكّرين والعلماء الآخرين في زمانه والأزمنة المتأخرّة عنه.
واليوم يسرّ مركز بحوث دار الحديث أن يصدر هذا السفر القيّم والتراث الخالد، ويقدّمه هديّةً لمكتبة أهل البيت عليهم السلام . نسأل اللّه تعالى أن يجعل هذا الجهد ذخرا لنا يوم لا ينفع مال ولا بنون، إنّه سميع الدعاء.
قسم إحياء التراث
مركز بحوث دار الحديث

  • نام منبع :
    الشّافي في شرح أصول الكافي ج1
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دارالحدیث با همکاری سازمان اوقاف و امور خیریه
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 95782
صفحه از 602
پرینت  ارسال به