النبيّ صلى الله عليه و آله » من أبواب التاريخ من «كتاب الحجّة» .
(فِيهِ الْبَيَانُ) ؛ جملة حاليّة ، والبيان ۱ في المحكمات أو المحكمات اللآتي لم يتكرّر مضمونها في القرآن .
(والتِّبْيَانُ) ـ بكسر المثنّاة فوقُ ـ مصدر بمعنى البيان ، إلّا أنّ فيه مبالغةً، وهو في المحكمات اللآتي تكرّر مضمونها ، كالنهي عن الاختلاف واتّباع الظنّ ، فإنّها دالّة على إمام في كلّ زمان عالم بكلّ شيء يحتاج إليه ، فهي تبيان كلّ شيء .
( «قُرْءَانًا» » منصوب بالإغراء ۲ بتقدير «أدركوا» أو «الزموا» ، أو منصوب بالاختصاص بتقدير «أعني» ، أو حال الكتاب .
( «عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِى عِوَجٍ» » العوج ـ بكسر المهملة وفتح الواو ـ في الكلام أن يكون بعيد التناول ، أو انحرافه عن صوب الاستواء والصواب ، سواء كان لفساد المعنى أو لعدم البلاغة . والمقصود أنّه سهل التناول ، أو أنّه لا يوجد كلام يقصد به معانٍ متعدّدة إلّا وفيه شيء من التكلّف والعوج ، وهذا فيه تبيان كلّ شيء ، كما يجيء في «كتاب العقل» في خامس «باب الردّ إلى الكتاب والسنّة» ، وليس فيه عوج فهو معجز .
( «لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ»۳ » أي يجتنبون بمعرفتهم به على سهولة أو بهذا المعجز عمّا يسخطه .
(قَد بَيَّنَهُ لِلنّاسِ) ؛ استئناف لبيان قوله : «غير ذي عوج» ، أو قوله : «فيه البيان والتبيان» ، والضمير المستتر للّه والمنصوب للكتاب ، أي بيّن جميع الكتاب محكمه ومتشابهه .
ويفسّره قوله : (وَنَهَجَهُ) «كمنع» أي أوضح طريق تناوله ، والضمير المنصوب للكتاب .
(بِعِلْمٍ) ؛ بكسر العين وسكون اللام ، أي بمحكم القرآن ؛ لأنّه معلوم لكلّ عارف باللغة .
(قَدْ فَصَّلَهُ) أي كرّره مضمونا ، كما في عقد يكون بين كلّ لؤلؤتين خرزة ، وهو إشارة إلى محكمات كثيرة فيها النهي عن الاختلاف واتّباع الظنّ وبينها المتشابهات ، فهو