يدلّ على الثقل قوله : «على حين فترة» إلى قوله : «وامتحاق من الدِّين» .
(وَصَبر لِرَبِّهِ ، وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِهِ ، وَنَصَحَ لِأُمَّتِهِ) . أصل الناصح الخالص .
(وَدَعَاهُمْ إِلَى النَّجَاةِ ، وَحَثَّهُمْ عَلَى الذِّكْرِ) أي رغّبهم في القرآن أو في الإمام العالم بجميع الأحكام ، كما يجيء في أوّل «كتاب فضل القرآن» . والمآل واحد .
(وَدَلَّهُمْ عَلى سَبِيلِ الْهُدى مِنْ بَعْدِهِ) أي على أوصيائه .
(بِمَنَاهِجَ) ؛ جمع منهج : الطريق الواضح ؛ والمراد وصاياه في القرآن وأهل البيت .
(وَدَوَاعٍ) أي اُمور تدعو إلى سبيل هداه ، وهي المتشابهات الداعية إلى التصديق بإمام عالم بتأويلها، أو تزويج فاطمة ونحوه .
(أَسَّسَ) ؛ بصيغة المعلوم من باب التفعيل .
(لِلْعِبَادِ أَسَاسَهَا) ؛ بفتح الهمزة : أصل البناء ، والتأسيس : بناء الأساس ، والضمير للدواعي . والمراد به ما في المحكمات من الآيات التي هُنّ اُمّ الكتاب ؛ أي يعرف بهنّ واحد بعد واحد من الأئمّة إلى آخر الدهر ، ثمّ ببيانهم عليهم السلام يعرف المتشابهات ، ويجيء تفصيله في «كتاب العقل» في شرح ثاني «عشر باب العقل والجهل» .
(وَمَنَائِرَ) ؛ بكسر الخاتمة: جمع منار ـ بفتح الميم ـ اسم مكان ، وهو ما توقد فيه النار من رأس الجبل ونحوه ، والمراد ما في نحو غدير خمّ من النصوص على الوصيّ .
(رَفَعَ) ؛ بصيغة المعلوم من المجرّد . (لَهُمْ أَعْلَامَهَا) ؛ جمع «عَلَم» ، محرّكةً ، وهو الجبل في رأسه نار في الليل المظلم؛ لاهتداء الضالّ .
(لِكَيْ لَا يَضِلُّوا) . اللام للتعليل و«كي» بمنزلة «أن» المصدريّة معنىً وعملاً . (مِنْ بَعدِهِ ، وَكَانَ بِهِمْ رَؤُوفا رَحِيما) .
بيّن لهم ما هو أسهل من ذلك من آداب الخلاء ونحو ذلك ، فلم يكن يتركهم سدىً مهملين بعده لا يعرفون صاحب الحقّ عن الضالّ المضِلّ ، فما ترك الحقّ مَن تركه من غير المستضعفين إلّا عنادا أو اتّباعَ هوى ملبس ، فتفرّقوا واختلفوا من بعدما جاءتهم البيّنات .
(فَلَمَّا انْقَضَتْ مُدَّتُهُ ، وَاستُكْمِلَتْ) ؛ بصيغة المجهول . والاستكمال : إتمام شيء بضمّ