فتح الباب لمغلقات هذا الكتاب - صفحه 57

قوله : (توازرهم): توافقهم .
قوله : (يأرن): ۱ يذهب؛ من قولهم: أرن البعير: إذا نشط في السير .
قال شيخي واُستاذي ومن عليه في العلوم الدينيّة اعتمادي وإليه في الأخبار، اُستنادي الشيخ محمّد العاملي الشهير بالحرّ أيّده اللّه تعالى حين قرآءتي عليه:
يأرز بالراء المهملة والزاء المعجمة ؛ إمّا من قولهم: ليلة أرزة، أي باردة ، كاد العلوم معهم برد سوقه، وبطل رواجه .
وإمّا من قولهم : أرز فلان يأرز أرزا إذا انضامّ من بخله ، كاد العلم معهم تقبَّض ويُمنع من الانبساط والانتشار ، فهو كناية عن غلبة الجهل وانتشاره .
وقد جاء في كلام نهج البلاغة : «قد خاضوا بحار الفتن، وأخذوا بالبدع دون السنن، وأرز المؤمنون، ونطق الضالّون» . ۲
قال ابن أبي الحديد في شرحه : وأرز المؤمنون، أي انقبضوا ، والمضارع يأرز بالكسر أرزا وأروزا ، ورجل أرزٌ، أي منقبض .
وفي الحديث : «إنّ الإسلام ليأرز إلى المدينة كما يأرز الحيّة إلى جُهرها؛ أي ينضمّ إليها ويجتمع . ۳
انتهى كلامه أدام اللّه أيّامه .

1.في أكثر نسخ الكافي «يأرز» بتقديم المهملة على المعجمة، بمعنى يجتمع، أي يجتمع كلّه في زاوية النسيان. وفي بعض النسخ «يأزر» بتقديم المعجمة على المهملة، بمعنى يضعف. وفي بعضها «يأرن» بمعنى يهلك وينعدم. وجملة «حتى كاد العلم معهم أن يأرز كلّه» إشارة واقتباس من الخطبة المنقولة في الكافي، ج ۱، ص ۳۳۵، باب نادر في حال الغيبة، ح ۳، و ص ۳۳۹، باب في الغيبة، ح ۱۳ عن عليّ عليه السلام . وفي كلتا الروايتين «يأرز» بتقديم المهملة. راجع: التعليقة للداماد، ص ۱۰؛ شرح صدر المتألّهين، ص ۹؛ شرح المازندراني، ج ۱، ص ۳۷؛ مرآة العقول، ج ۱، ص ۱۵؛ الصحاح، ج ۳، ص ۸۶۴؛ النهاية، ج ۱، ص ۳۷ (أرز).

2.نهج البلاغة، ص ۲۱۵، الخطبة ۱۵۴.

3.اُنظر الحديث في المجازات النبويّة للشريف الرضيّ، ص ۱۰۸، ح ۷۵؛ والقوائد والفوائد للشهيد الأوّل، ج ۲، ص ۱۲۰، القاعدة ۱۸۹؛ والنهاية لابن الأثير، ج ۱، ص ۳۷، (أرز)؛ ومسند أحمد، ج ۲، ص ۲۸۶؛ وسنن ابن ماجة، ج ۲، ص ۱۰۳۸، ح ۳۱۱۱؛ وكنزالعمّال، ج ۱، ص ۲۳۹، ح ۱۱۹۷. في بعضها: «إنّ الإيمان» بدل: «إنّ الإسلام».

صفحه از 90