ومنها : كونه كثيرَ الرواية .
وفي التعليقة : «وهو موجب للعمل بروايته مع عدم الطعن عند الشهيد كما قال في الحكم بن مسكين » . ۱
وعن الشهيد الثاني الإعتراضُ عليه بأنّه لا يكفي عدم الجرح بل لابدّ من التوثيق . ۲ وفي مبحث الجمعة من الذكرى «أنّ ذكر الحكم بن مسكين غير قادح ولا موجبٌ للضعف مع أنّ الكشّي ذكره ولم يطعن عليه» . ۳
أقول : لعلّ عمله رحمه الله على روايته إنّما هو لأمارات أُخر مثل حكم المحقّق بصحّة حديثه ، وعدمِ طعن الكشّي فيه كما صرّح به . ومقتضاه عدم الإعتداد بنفس كونه كثيرَ الرواية ، فلا وجه ظاهراً في عدّه من شواهد الوثاقة ومن أسباب قبول الرواية إلاّ عند الإعتضاد بالقرائن . نعم ، هو من أسباب المدح كما يظهر من كثير من التراجم .
ومنها : كونه ممّن يروي عنه أو عن كتابه جماعة من الأصحاب .
ولا يخفى كونه من أمارات الإعتماد بل بملاحظة اشتراطهم العدالةَ في الراوي يقوى كونُه من أمارات العدالة ، سيّما وأن يكون الراوي عنه كلاًّ أو بعضاً ممّن يَطعن على الرجال في روايتهم عن المجاهيل والضعفاء .
أقول : لعلّه لا ينبغى الريب في كون هذا المدح أقوى من سابقه والذي ثبت هو اشتراطهم العدالةَ بالمعنى الأعمّ ، فالذي يقوى كونه من أمارات الوثوق والإعتماد ولو ضمّ إليه القرينة الأخيرة قوي الإعتماد .
نعم ، لو علم من خصوص الراوي منه اشتراطُ العدالة بالمعنى المصطلح في المرويّ عنه ، لكان الأمر كما ذكر .