فلا حاجة في جعله أمارة على التوثيق إلى الإكثار .
ومنها : أن يُنقل نصّ غير صحيح في مدحه وجلالته ؛ فإنّ المظنون تحقّقه فيه . وإذا تأيّد مثل هذا الحديث باعتداد المشايخ ونقلهم إيّاه في مقام بيان حال الرجل وعدم إظهار تأمّل فيه ، الظاهرِ في اعتمادهم عليه قوي الظنّ ، بل يمكن أن يدّعى كون الظنّ الحاصل منه بالاعتماد والوثوق أقوى غالباً من الظنون الحاصلة من التوثيقات . ولو كان راويه نفسَ ذلك الراوي ، ضعف الظنّ جدّاً للتهمة إلاّ أن يقترن بما يزيلها .
ومنها : أن يكون الراوي من آل أبي الجهم ؛ لما في رجال النجاشي في منذر بن محمّد بن أبي الجهم : «ثقة من أصحابنا من بيت جليل» ۱ فتأمّل .
ومنها : كونه من آل نعيم الأزدي ۲ ، ومن آل أبي شعبة ۳ ؛ لما ذكر في تراجم بعضهم . وغاية الأمر إفادة أمثال ذلك مدحاً ۴ لا يعتدّ به .
ومنها : أن يذكره النجاشي أو مثله ولم يطعن عليه .
فإنّه ربما يجعل سبب قبول روايته كما في الحكم بن مسكين ۵ . ولعلّ وجهه ما نقلناه عن جمع في لفظ «ثقة» ، وقد عرفت وهنه بنفسه .
نعم ، لو لوحظ ما ذكره في أوّل كتابه من أنّه ألّفه لذكر سلف الإماميّة ـ رضوان اللّه عليهم ـ ومصنّفاتهم ۶ ـ كما حكى ـ دلّ عدم ذكر الطعن في المذهب على أنّه من الإماميّة بتلك القرينة . وأمّا قبول الرواية فلا يتمّ إلاّ بعد تماميّة العلّة المذكورة الضعيفة .