117
الفوائد الرجاليّة

أقول : استفادة الإماميّة عن اللفظ ظاهرة ، وأمّا القبول فدائر مدارَ أنّ العدالة شرط في قبول الخبر أو الفسقَ مانع عنه ، وصريح كلامه هنا هو الثاني ، ومقتضى ما نُقل عنه من جعل التوثيق من باب الشهادة الأوّلُ والتنافي بينهما واضح .
اللهمّ إلاّ أن يحمل ما هنا على شرط قبول الرواية بمعنى أنّه يكتفى في المقام بالظنّ الحاصل مع عدم معلوميّة الفسق سواء كان مسبّباً عن غلبة الصدق أو من ارتكاز حمل فعل المسلم وقولِه على الصحّة في الأذهان ، ويحملَ ما هناك على التوثيق النافع في الشهادات والمرافعات ونحوهما حتّى يرتفع التنافي ، فتدبّر جدّا .

[ اصطلاحات الذمّ ]

ومن الإصطلاحات ما يدلّ على الذمّ .
منها : قولهم : «قريب الأمر» .
وقد أشرنا إلى ما هو الظاهر منه .
ومنها : قولهم : «ضعيف» .
وعن الأكثر أنّهم يفهمون منه القدح في نفس الرجل ويحكمون به لسببه وضعّفه في التعليقة بما ذكره في ترجمة داود بن كثير وسهل بن زياد ونحوهما ممّن قيل فيه ذلك . ۱
والحاصل : أنّ أسباب الضعف عند القدماء كثيرة : ككونه فاسقاً كاذباً أو كثيرَ الإرسال أو كثيرَ الرواية عن الضعفاء والمجاهيل ، أو كونِه قليلَ الحفظ وسَوْءَ الضبط ، وروايةِ الحديث من دون إجازة ، أو عمّن لم يَلْقَه ، أو كونِه مورداً للروايات التي ظاهرها الغلوّ أو التفويض أو الجبر أو التشبيه ، أو كان الضعفاء

1.فوائد الوحيد البهبهاني : ص ۳۷ .


الفوائد الرجاليّة
116

ولعلّ ذلك هو السرّ في كلام الرواشح ؛ حيث صرّح فيه بأنّ عدم ذكر النجاشي كونَ الرجل عامّيّاً في ترجمته ، يدلّ على عدم كونه عامّيّاً عنده ۱ ، وفي تصريح جماعة بأنّ «ثقة» في كلام النجاشي عبارة عن الإمامي العادل بفهم الإماميّة ممّا صرّح به في أوّل الكتاب وما عداه من اللفظ .
وكذا الكلام لو لم يتعرّض الشيخ في الفهرست لإشارة إلى مخالفة في المذهب ، لَما صرّح به في أوّله من أنّه فهرست كتب الشيعة أُصولهم وأسماء المصنّفين منهم . ۲
بل عن الحاوي أنّ إطلاق الأصحاب لذكر الرجل يقتضي كونه إماميّاً ، فلا يحتاج إلى التقييد بكونه من أصحابنا وشبهه ، ولو صرّح كان تصريحاً بما علم من العادة .
نعم ، ربّما يقع نادراً خلاف ذلك ، والحمل على ما ذكرناه عند الإطلاق متعيّن . ۳ انتهى .
وهو جيّد لو ثبت ذلك من حالهم أو بتنصيصهم أو استقراء مفيد للظنّ أو غير ذلك لا مطلقاً .
ومنها : أن يقول العدل : «حدّثني بعض أصحابنا» .
وعن المحقّق أنّه
يقبل وإن لم يصفه بالعدالة إذا لم يصفه بالفسق ؛ لأنّ إخباره بمذهبه شهادة بأنّه من أهل الأمانة ولم يعلم منه الفسق المانع من القبول ، فإن قال : «عن بعض أصحابه» لم يقبل ؛ لإمكان أن يغني نسبته إلى الرواة وأهل العلم ، فيكون البحث فيه كالمجهول . ۴ انتهى .

1.الرواشح السماويّة : ۶۸ ، الراشحة السابعة عشر .

2.الفهرست : ۲ .

3.حاوي الأقوال ۱ : ۱۰۷ .

4.معارج الأُصول : ۱۵۱ .

  • نام منبع :
    الفوائد الرجاليّة
    سایر پدیدآورندگان :
    رحمان ستايش، محمد كاظم
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1382
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 58339
صفحه از 271
پرینت  ارسال به