أقول : استفادة الإماميّة عن اللفظ ظاهرة ، وأمّا القبول فدائر مدارَ أنّ العدالة شرط في قبول الخبر أو الفسقَ مانع عنه ، وصريح كلامه هنا هو الثاني ، ومقتضى ما نُقل عنه من جعل التوثيق من باب الشهادة الأوّلُ والتنافي بينهما واضح .
اللهمّ إلاّ أن يحمل ما هنا على شرط قبول الرواية بمعنى أنّه يكتفى في المقام بالظنّ الحاصل مع عدم معلوميّة الفسق سواء كان مسبّباً عن غلبة الصدق أو من ارتكاز حمل فعل المسلم وقولِه على الصحّة في الأذهان ، ويحملَ ما هناك على التوثيق النافع في الشهادات والمرافعات ونحوهما حتّى يرتفع التنافي ، فتدبّر جدّا .
[ اصطلاحات الذمّ ]
ومن الإصطلاحات ما يدلّ على الذمّ .
منها : قولهم : «قريب الأمر» .
وقد أشرنا إلى ما هو الظاهر منه .
ومنها : قولهم : «ضعيف» .
وعن الأكثر أنّهم يفهمون منه القدح في نفس الرجل ويحكمون به لسببه وضعّفه في التعليقة بما ذكره في ترجمة داود بن كثير وسهل بن زياد ونحوهما ممّن قيل فيه ذلك . ۱
والحاصل : أنّ أسباب الضعف عند القدماء كثيرة : ككونه فاسقاً كاذباً أو كثيرَ الإرسال أو كثيرَ الرواية عن الضعفاء والمجاهيل ، أو كونِه قليلَ الحفظ وسَوْءَ الضبط ، وروايةِ الحديث من دون إجازة ، أو عمّن لم يَلْقَه ، أو كونِه مورداً للروايات التي ظاهرها الغلوّ أو التفويض أو الجبر أو التشبيه ، أو كان الضعفاء