الراشحة التاسعة عشر
[ في تمييز محمّد بن إسماعيل ]
إنّ رئيس المحدّثين كثيرا مّا يروي عن الفضل بن شاذان من طريق محمّد بن إسماعيل ، فيجعل صدر السند في كافيه هذا محمّدَ بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان ، وإنّ أصحاب هذا العصر من المتعاطين لهذا العلم والآخذين فيه صارت هذه مَتِيْهَةً لآرائهم ، تاهت فيها فِطَنهم ، وضلّت أذهانهم ، ونحن نعرّفك حقيقةَ أمر الرجل ، فنقول :
فاعلمنْ أنّ محمّد بن إسماعيل هذا هو الذي يروي عنه أبو عمرو الكشّي أيضا ، عن الفضل بن شاذان يصدِّر به السنَد ؛ حيث يقول ـ مثلاً ـ في كتابه في معرفة الرجال :
محمّد بن إسماعيل قال : حدّثني الفضل بن شاذان ، عن ابن أبي عمير ، عن إبراهيم بن عبد الحميد ، عن أبي بصير ، قال : قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام ارتدّ الناس إلاّ ثلاثةً : أبوذرّ ، وسلمان ، والمقداد ، قال : فقال أبو عبد اللّه عليه السلام : «فأين أبو ساسان ، وأبو عمرة الأنصاري؟» .
محمّد بن إسماعيل ، قال : حدّثني الفضل بن شاذان ، عن ابن أبي عمير ، عن وهب بن حفص ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : جاء المهاجرون والأنصار وغيرهم بعد ذلك إلى عليّ عليه السلامفقالوا له : أنت واللّه أميرالمؤمنين ، وأنت واللّه أحقّ الناس وأولاهم بالنبيّ صلى الله عليه و آلههلمّ يدك نبايعْك ، فواللّه لنموتنّ قُدّامك ، فقال عليّ عليه السلام : «إن كنتم صادقين فاغدوا عليَّ غدا محلّقين» . ۱ الحديث .
وهو محمّد بن إسماعيل أبو الحسين ، ويقال : أبو الحسن النيسابوري ، المتكلّم الفاضل المتقدّم البارع المحدّث ، تلميذ الفضل بن شاذان الخِصّيص به ، كان يقال له :