119
الرواشح السماوية

الراشحة التاسعة عشر

[ في تمييز محمّد بن إسماعيل ]

إنّ رئيس المحدّثين كثيرا مّا يروي عن الفضل بن شاذان من طريق محمّد بن إسماعيل ، فيجعل صدر السند في كافيه هذا محمّدَ بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان ، وإنّ أصحاب هذا العصر من المتعاطين لهذا العلم والآخذين فيه صارت هذه مَتِيْهَةً لآرائهم ، تاهت فيها فِطَنهم ، وضلّت أذهانهم ، ونحن نعرّفك حقيقةَ أمر الرجل ، فنقول :
فاعلمنْ أنّ محمّد بن إسماعيل هذا هو الذي يروي عنه أبو عمرو الكشّي أيضا ، عن الفضل بن شاذان يصدِّر به السنَد ؛ حيث يقول ـ مثلاً ـ في كتابه في معرفة الرجال :
محمّد بن إسماعيل قال : حدّثني الفضل بن شاذان ، عن ابن أبي عمير ، عن إبراهيم بن عبد الحميد ، عن أبي بصير ، قال : قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام ارتدّ الناس إلاّ ثلاثةً : أبوذرّ ، وسلمان ، والمقداد ، قال : فقال أبو عبد اللّه عليه السلام : «فأين أبو ساسان ، وأبو عمرة الأنصاري؟» .
محمّد بن إسماعيل ، قال : حدّثني الفضل بن شاذان ، عن ابن أبي عمير ، عن وهب بن حفص ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : جاء المهاجرون والأنصار وغيرهم بعد ذلك إلى عليّ عليه السلامفقالوا له : أنت واللّه أميرالمؤمنين ، وأنت واللّه أحقّ الناس وأولاهم بالنبيّ صلى الله عليه و آلههلمّ يدك نبايعْك ، فواللّه لنموتنّ قُدّامك ، فقال عليّ عليه السلام : «إن كنتم صادقين فاغدوا عليَّ غدا محلّقين» . ۱ الحديث .
وهو محمّد بن إسماعيل أبو الحسين ، ويقال : أبو الحسن النيسابوري ، المتكلّم الفاضل المتقدّم البارع المحدّث ، تلميذ الفضل بن شاذان الخِصّيص به ، كان يقال له :

1.اختيار معرفة الرجال : ۸ / ۱۷ ـ ۱۸ .


الرواشح السماوية
118

الخِصّيص ، ومن خاصّ الخاصّ ، وحُكمِ الشيخ له بالثقة ، ولا هو بمدافع للإجماع المنقول ؛ إذ مقتضى ذلك الإجماعِ أنّه لايرسل ، ولا يسوِّغ القطع والإسقاط إلاّ مع كون الواسطة ثقةً صحيحَ الحديث ، لا أنّه لا يروي الاّ عن ثقة .
ومعنى الاضطراب هناك كونه مضطربَ الحديث ، أكثريَّ الرواية عن الضعفاء ، وذلك ليس ينافي كون الإرسال منه أبدا بإسقاط الواسطة الثقة لا غير ، لاأنّه مضطرب المذهب ، كيف؟ وهو من الخِصّيص و خاصّ الخاصّ بشهادة مَن حُكمه القطبُ ، وقوله المدار . على أنّ فساد المذهب لايثلم في الإجماع المذكور فضلاً عن الاضطراب فيه ، لكن كتاب الكشّي ساذج ، ولسانه ساكت عن ادّعاء هذا الإجماع إلاّ أن يقال : إنّ المعهود من سيرته والمأثور من سنّته ۱ أنّه لايُطلِق القول بالفقه والثقة والخيّريّة والعدِّ من خاصّ الخاصّ ، إلاّ فيمن يحكم بتصحيح ما يصحّ عنه ، وينقل على ذلك الإجماعَ ؛ فلذلك نسب الحسن بن داود هذا الادّعاء إليه .
أو يقال : لعلّ ابن داود يكون قد ظفر بهذا الادّعاء في أصل الكتاب الذي هو كتاب أبي عمرو الكشّي في معرفة الرجال ، والشيخ رحمه اللّه تعالى لم يورده في اختياره الذي هو المعروف في هذا الزمان من كتاب الكشّي .

1.في حاشية «أ» و «ب» : «ألا يرى أنّه عند ذكر طبقات المجمع على تصحيح ما يصحّ عنهم يقول : في تسمية الفقهاء من أصحاب أبي جعفر عليه السلام ، وأبي عبد اللّه عليه السلام ، وتسمية الفقهاء من أصحاب أبي عبد اللّه عليه السلام ، وتسمية الفقهاء من أصحاب أبي إبراهيم الكاظم عليه السلام ، وأبي الحسن الرضا عليه السلام . (منه مدّ ظلّه العالي)» .

  • نام منبع :
    الرواشح السماوية
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1380
    نوبت چاپ :
    الاولی
    پیوند معرفی کتاب :
    http://www.hadith.net/post/49603
تعداد بازدید : 91696
صفحه از 360
پرینت  ارسال به