[ شرح خطبة الكافي ]

قول شيخنا الأقدم الأفخم رئيسِ المحدّثين جزاه اللّه تعالى عن زمرة علماء الدين خيرَ الجزاء :
(الْحَمْدُ)
قيل : هو الوصف بالجميل على وجه التبجيل ، ^۱ فيختصّ باللسان . وعن بعض المحقّقين : الحمد إظهار الصفات الكماليّة لأحد ، فيعمّ حمد الإنسان وغيرِه ، ومن هذا القبيل حمد اللّه جلّ ثناؤه على ذاته ، وذلك حيث بسط بساط الوُجود على ممكنات لا تعدّ ولاتحصى ، ووضع عليه موائد كرمه إلى ما لايتناهى ، فقد كشف عن

وترقينا ، ^۱ فأطلبتهم ^۲ بَطلِبتهم ، بل امتثلت أمرهم في إشارتهم ، فها هي ـ بفضل من اللّه ورحمة ، وعون منه وعصمةٍ ـ مرصوصةُ ^۳ البنيان ، منصوصة ^۴ التبيان ، مُلقاة إلى قلوب الألبّاء من الحكماء والعقلاء ، مُملاة على أسماع الأذكياء من الفقهاء والعرفاء . وإذ هي آيات بيّنات عقليّة ، هنّ أُمّ فيوضات قدسيّة ، من رَشْح سماء عالم الملكوت ، وسحاب إفاضة مَن مَنُّه الرَهَبوت ، وإليه الرَغَبوت ، فليكن وَسْمُها الرواشحَ السماويّةَ في شرح أحاديث الإماميّة ، والثقة باللّه وحدَه ، والاعتصام به آمِلاً سَيْبَه ^۵ ورِفْده . ^۶