281
الرواشح السماوية

الخطّاب ويونس بن ظبيان ، ويزيد الصائغ .
روى العُقَيلي عن حمّاد بن زيد قال : وضعت الزنادقة على رسول اللّه صلى الله عليه و سلم أربعة عشر ألفَ حديثٍ . ۱
وروي عن عبد اللّه بن يزيد المقري : أنّ رجلاً من الخوارج رجع عن بدعته فجعل يقول : «اُنظروا هذا الحديث عمّن تأخذونه ، فإنّا كنّا إذا رأينا رأيا جعلنا له حديثا». ۲
وممّا وضعتْه الزنادقةُ ما تعرّض له المفسّرون أنّه صلى الله عليه و سلم لمّا بلغ في قراءته إلى قوله تعالى : « وَمَنَوةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى » ،۳ ألقى الشيطان في أُمنيّته ۴ إلى أن قال : «تلك الغرانيق ۵ العُلى وإنّ شفاعتهنّ لترجى» ففرح به المشركون حتّى شايعوه بالسجود ؛ لما سجد في آخرها بحيث لم يبق في المسجد مؤمن ولامشرك إلاّ سجد ، ثمّ نبّهه جبرئيل صلى الله عليه و آلهفاغتمّ صلى الله عليه و آله به فعزّاه اللّه سبحانه بقوله : « وَ مَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَ لاَ نَبِىٍّ إِلاَّ إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَـنُ فِى أُمْنِيَّتِهِى »۶ الآية .
ولايستريب ذو بصيرة في أنّه باطل مردود ، لايستصحّه العقل ولا النقل ، والبرهان قائم بالقسط على كذبه وبطلانه .
ومن الكَذَبَة الواضعين قوم من السُؤّال يضعون على رسول اللّه صلى الله عليه و آلهأحاديثَ يرتزقون بها ويستأكلون منها .

1.حكاه عنهم تدريب الراوي ۱ : ۲۸۴ ؛ الضعفاء الكبير ۱ : ۱۴ .

2.تدريب الراوي ۱ : ۲۸۵ .

3.النجم (۵۳) : ۲۰ .

4.في حاشية «أ» و «ب» : «الأُمنيّة ـ بضمّ الهمزة وتشديد الياء بعد النون ـ واحد الأمانيّ ، تقول منه : تمنّيت الشيء ومنّيته غيري ، وفي أُمنيّته : أي في تشبّهه ما يوجب اشتغاله بالدنيا . (منه دام ظلّه العالي)» .

5.في حاشية «أ» و «ب» : «الغَرانيق هاهنا الأصنام ، وهي في الأصل : الذكور الطِوال العنق من طير الماء ، واحدها غُرنوق ـ بالضمّ ـ وغرنيق ـ بإسكان الراء بعد المعجمة المضمومة ، وفتحِ النون قبل المثنّاة من تحتُ الساكنةِ ـ تسمّى به لبياضه ورفعته في الطيران ، وعُرانق ـ بالضمّ ـ كغَرانق : الشابّ الناعم والجمع أيضا : الغرانيق بالفتح . (منه دام ظلّه العالي)» .

6.الحجّ (۲۲) : ۵۲ .


الرواشح السماوية
280

من ذكره مسندا ـ كالواحدي ـ أسهل . ۱
وقد ورد في فضائل السور والآيات وخواصّها ما قد ثبت عن الأثبات من طريقهم ، ومن طريق الأصحاب في الأُصول المعتبرة ، فليؤخذ منها .
قال ابن الأثير في جامع الأُصول :
ومن الواضعين جماعة وضعوا الحديث تقرّبا إلى الملوك ، مثل غياث بن إبراهيم ، دخل على المهديّ بن منصور ، وكان تُعجِبه الحمامة الطيّارة الواردة من الأماكن البعيدة ، فروى حديثا عن النبيّ صلى الله عليه و آله أنّه قال : «لا سبق إلاّ في خُفّ ، أو حافر ، أو نَصْل ، أو جناح» . قال فأمر له بعشرة آلاف درهم ، فلمّا خرج قال المهديّ : أشهد أنّ قفاه قفا كذّابٍ علي رسول اللّه صلى الله عليه و سلم ، ما قال رسول اللّه صلى الله عليه و سلم«جناحٍ» ، ولكنّ هذا أراد أن يتقرّب إلينا . وأمر بذَبْحها وقال : «أنا حملته على ذلك» . ۲
ويدخل في هذا الباب ما ذكره المفسّر المبرَّز البارع ، الزمخشري في الكشّاف في تفسير قوله عزّ من قائل : ط « وَ لاَ تَقُولَنَّ لِشَاْىْ ءٍ إِنِّى فَاعِلٌ ذَ لِكَ غَدًا * إِلاَّ أَن يَشَآءَ اللَّهُ » .۳ حيث قال :
ويحكى أنّه بلغ المنصور أنّ أبا حنيفة خالف ابن عبّاس في الاستثناء المنفصل ، فاستحضره لينكر عليه ، فقال أبو حنيفة : هذا يرجع عليك ، إنّك تأخذ البيعة بالأيمان ، أفترضى أن يخرجوا من عندك فيستثنوا فيخرجوا عليك ؟ فاستحسن كلامه ورضي عنه . ۴
ومن الواضعين «الزنادقةُ» : كعبد الكريم بن أبي العوجاء ، الذي أمر بضرب عنقه محمّدُ بن سليمان بن عليّ العبّاسي ، و«بيانٍ» الذي قتله خالد القَسري وأحرقه بالنار .
و«الخوارجُ» كالأزارقة والنواصب ومن في حكمهم ، و«بعضُ الغلاة» كأبي

1.راجع شرح البداية : ۶۰ ؛ مقدّمة ابن الصلاح : ۸۱ .

2.جامع الأُصول ۱ : ۱۳۷ ـ ۱۳۸ .

3.الكهف (۱۸) : ۲۳ و ۲۴ .

4.الكشّاف ۲ : ۷۱۵ ، ذيل الآية ۲۳ من الكهف (۱۸) .

  • نام منبع :
    الرواشح السماوية
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1380
    نوبت چاپ :
    الاولی
    پیوند معرفی کتاب :
    http://www.hadith.net/post/49603
تعداد بازدید : 91811
صفحه از 360
پرینت  ارسال به